بهاء المري - الحبُ الصامت..

تَقولينَ قُل!
قُل لي في الحُب شيئًا؛ كي أعرف مَشاعرك
واشتَطتِّ غيظاً وأردَفتِ: أما آن الأوان؟
ما هذا الصمتُ؟ ما هذا الجِنان؟!
*******
حنانَيكِ يا صغيرتي:
فأنتِ لحنٌ جميلٌ، تَعزفهُ روحي قبل البَنان.
وُرودٌ تفتَّحت في رُبى عُمرى
ورياحينٌ، وياسَمينُ، وسهولٌ ووديان.
خميلة مَشاعر وارفة الظلال.
******
ولكنكِ يا صغيرتي من جيلٍ وأنا من جيل
وشتَّان ما بين الأجيال.
فلا تلومينَ؛ إنْ لم أقُل في حُبكِ ما يَجب أن يُقال
فليس بالقول وحده يكون التعبيرُ عن الجمال
وهل أبلغ من السكوتِ قولاً في حضرة ذي الجمال؟
*******
فالصمتُ - حتى في لغة القانون - تعبيرٌ صادقٌ
حين تُلابسه بعض الخِصال:
ألا ترَينَّ في حُبى شيئًا من تلكَ الخصال؟
ألم أناجي في الليل طيفكِ، ويَسبحُ في عالَمكِ الخيال؟
وأهيمُ فيكِ شوقًا، وتتلألأُ في عَينيَّ الآمال؟
وشُرودي في بُحور عينيكِ، أبتغى وُصولاً للمُحال؟
ومناجاتي لهما في صمتٍ
وما يَجول بخاطري من سُؤالِ يليه سُؤال؟
وتلك التّقنيات الحديثة في عالم الاتصال؟
فمِن صفحاتِ تواصل، إلى انترنت، إلى جوَّال؟
ليَبقَى الحُب موصولاً، وما أجملَ من الحب وصال
فما كان الكلامُ دليل حُبٍ، ولا كان السُكوتُ إهمال.
فالصمتُ في حضرة المحبوب أبلغ ما يُقال.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى