رائحة إبطه رائعة، نفاذة بقوة، عفنة كرائحة جثة فأر ميت، كلما فتح ذراعيه وضربهما الهواء، حمل الهواء الرائحة إلى خياشيمها. لقد أدمنت تلك الرائحة الذكورية العفنة فيه. فنراها تتشبث بعضلات ذراعه المفتولة.
هكذا لم يبق لنا أي وسيلة أخرى لسرقتها منه...تقول ضاحكة: لا أحد منكم يملك رائحة إبطين مثله. فننظر لبعضنا البعض بحيرة ونتساءل: هل هذا مجاز أم حقيقة؟
يغادر الجامعة مع حسنائه مايا، ويتركنا نحن في الأسى. نشاهد ظهريهما، ظهره هو، طويل نحيل وقبيح، وظهر مايا ممشوق كظهر فرس عربي، ومؤخرتها المستديرة كفوهة خلاطة الأسمنت..فنلعن سلسفيل حظنا النحس.
وفي مترو الأنفاق، تلصق صدرها الفاخر بصدره، وفمها الفراولي قريب من فمه ذو الأسنان المتسخة والرائحة النتنة.
يقول أحدهم: هذا دليل على أننا يجب أن لا نيأس ابداً.. بل نتفاءل بأننا سنجد الحب يوماً ما مثله.
ويردف آخر: سنجده لأن الحب أعمى.. أضيف: بل أعين البنات هي العمياء..
هكذا نعزي أنفسنا ونرتاح نفسياً، بينما يغادر هو ومايا، وذراعها داخل ذراعه وتحت إبطه المتعفن.
كنا نحسده، فهو لا يملك أي شيء سوى طول قامته الفارعة، لا ذكاء ولا وسامة، بل ولا مال. في الواقع كانت الجامعة كلها تحسده. لقد زاد ذلك من نطاق الطاقة السلبية التي حامت بين الحبيبين، ولذلك رأيناها يوماً تدخل وحدها وهي مطأطأة الرأس، منكسرة الخاطر. وعلمنا فيما بعد أنه تركها من أجل فتاة أخرى أكثر قبحاً منه. لفظها ككلبة جرباء،..مع ذلك لم يشعر أحد منا لا بالسعادة ولا بالحزن..بل لم يفكر أي منا في التقدم بأوراقه للتسجيل في قلب مايا، وذلك لسبب غريب. سبب لم يقله أي منا للآخر؛ فمايا لم تعد مايا، نعم، على نحو ما، بدت لنا عجوز، مجعدة الوجه، أسنانها بارزة للأمام كحمار ينهق، صلعاء تقريباً. نحيلة كجرادة تعبت من الهجرة المستمرة فوق الصحراء. ثم ارتدت نظارة طبية، ورأيناها تغيب خلف جدران المكتبة العامة لتطعن نفسها حقنة الأنسولين. وعلى نحو ما..لم نعد نراها إلا قليلاً قبل أن تختفي تماماً...أما هو..فقد اختفى بدوره ثم سمعنا أنه تزوج من إبنة تاجر ثري من تجار الذهب، ثم لم تُمض معه أكثر من سنة وطلبت الطلاق بسبب رائحة إبطه، فساومها وحصل على مبلغ طيب، إشترى به سيارة نقل ليعمل عليها..
بصراحة لم نعرف سبب طلبها للطلاق لكننا أجمعنا أن رائحة إبطه هي السبب...
متأكدون كنا...
(تمت)
هكذا لم يبق لنا أي وسيلة أخرى لسرقتها منه...تقول ضاحكة: لا أحد منكم يملك رائحة إبطين مثله. فننظر لبعضنا البعض بحيرة ونتساءل: هل هذا مجاز أم حقيقة؟
يغادر الجامعة مع حسنائه مايا، ويتركنا نحن في الأسى. نشاهد ظهريهما، ظهره هو، طويل نحيل وقبيح، وظهر مايا ممشوق كظهر فرس عربي، ومؤخرتها المستديرة كفوهة خلاطة الأسمنت..فنلعن سلسفيل حظنا النحس.
وفي مترو الأنفاق، تلصق صدرها الفاخر بصدره، وفمها الفراولي قريب من فمه ذو الأسنان المتسخة والرائحة النتنة.
يقول أحدهم: هذا دليل على أننا يجب أن لا نيأس ابداً.. بل نتفاءل بأننا سنجد الحب يوماً ما مثله.
ويردف آخر: سنجده لأن الحب أعمى.. أضيف: بل أعين البنات هي العمياء..
هكذا نعزي أنفسنا ونرتاح نفسياً، بينما يغادر هو ومايا، وذراعها داخل ذراعه وتحت إبطه المتعفن.
كنا نحسده، فهو لا يملك أي شيء سوى طول قامته الفارعة، لا ذكاء ولا وسامة، بل ولا مال. في الواقع كانت الجامعة كلها تحسده. لقد زاد ذلك من نطاق الطاقة السلبية التي حامت بين الحبيبين، ولذلك رأيناها يوماً تدخل وحدها وهي مطأطأة الرأس، منكسرة الخاطر. وعلمنا فيما بعد أنه تركها من أجل فتاة أخرى أكثر قبحاً منه. لفظها ككلبة جرباء،..مع ذلك لم يشعر أحد منا لا بالسعادة ولا بالحزن..بل لم يفكر أي منا في التقدم بأوراقه للتسجيل في قلب مايا، وذلك لسبب غريب. سبب لم يقله أي منا للآخر؛ فمايا لم تعد مايا، نعم، على نحو ما، بدت لنا عجوز، مجعدة الوجه، أسنانها بارزة للأمام كحمار ينهق، صلعاء تقريباً. نحيلة كجرادة تعبت من الهجرة المستمرة فوق الصحراء. ثم ارتدت نظارة طبية، ورأيناها تغيب خلف جدران المكتبة العامة لتطعن نفسها حقنة الأنسولين. وعلى نحو ما..لم نعد نراها إلا قليلاً قبل أن تختفي تماماً...أما هو..فقد اختفى بدوره ثم سمعنا أنه تزوج من إبنة تاجر ثري من تجار الذهب، ثم لم تُمض معه أكثر من سنة وطلبت الطلاق بسبب رائحة إبطه، فساومها وحصل على مبلغ طيب، إشترى به سيارة نقل ليعمل عليها..
بصراحة لم نعرف سبب طلبها للطلاق لكننا أجمعنا أن رائحة إبطه هي السبب...
متأكدون كنا...
(تمت)