لاحَظَتْ انزواءَه كثيرًا في مكتبه، جُّلُّ أوقاته يَقضيه فيه مُنفردًا وكأنَّ شيئًا هامًا يَشغله، تُفاجئهُ غيرَ مرَّة؛ فيُسرعُ إلى إغلاق أجندة طالما يُطالعُ فيها شيئًا ما، تعود إلى مفاجأته فيأتي ذات الفعل مِن فَورِه.
يُساورها القَلق، تُراقبه، تَجدهُ يَضعها أمامه كلما جلس إلى المكتب، يُغلق عليها دُرجًا إذا غادَره، وفى أسفاره لا تُفارقه.
تُحاول الوصول إليها فلا تَستطيع، تَسألهُ فلا يُجيبها إجابةً شافية، تطلب مُطالعتها يَتهرَّب، تُعاود الإلحاح عليه يقول إنَّ فيها حسابات قديمة.
يتَملَّكُها الفُضول ويَستبدُّ بها القلق، تَدخلُ على أطراف أصابعها؛ وهو يُطيل النَّظر ساهمًا إلى شيءٍ ما .. طَيّ صفحاتها .. تَخطفُها، يَنتفض واقفًا، يُحاول استردادها، تُهدِّده بأنْ يَبتعد وإلا ألقَت بها من النافذة.
يَسْتسلمُ ويَبتعدْ، يَتوسَّل إليها لتُمسكها برفق، لم تَسمع له، تَفتحها عُنوة، ليس في الأجندة إلا زهرةٌ يابسة، تُقهقه بصوت مرتفع:
- يا لكَ مِن مَعتوه.
يَقتربَ منها ليُعيدها، تُزمجر، تبحث عن سطور مَكتوبة فلا تجد، تزداد قهقهةً، يَتناثَر حُطام الزهرة، يتطايَر في الهواء، تتعلق عيناه بالحُطام وهو يتساقَط أرضًا.
تُلقي زوجته بالأجندة على طَرَف المكتب وتُغادره، يعود إلى مكتبه، يمسك بالأجندة يفتحها، خلَت من الزهرة اليابسة، تَحطَّمَتْ، اختلط نُثارها مع غُبار الغُرفة، اغرورَقتْ عيناه بالدموع، صاحَ فيها ثائرًا:
- يا لكِ مِن قاسية، قلبكِ قُدَّ من حَجَر، إنكِ لا تعرفين الرحمة.
يجلس إلى مكتبه، يضع رأسه بين يديه ويَرُوح في نوبة بكاء.
تعود إليه، تَهزه من كتفيه، تُصرُّ على معرفة ما يحدث، لم يقوَ أنْ يبوح لها؛ بأنَّ الزهرةَ كانت هدية من حبيبته التي ضاعت منه بسببها، لمَّا عَقد والداهما صفقة تجارية ليَتزوج منها.
يُساورها القَلق، تُراقبه، تَجدهُ يَضعها أمامه كلما جلس إلى المكتب، يُغلق عليها دُرجًا إذا غادَره، وفى أسفاره لا تُفارقه.
تُحاول الوصول إليها فلا تَستطيع، تَسألهُ فلا يُجيبها إجابةً شافية، تطلب مُطالعتها يَتهرَّب، تُعاود الإلحاح عليه يقول إنَّ فيها حسابات قديمة.
يتَملَّكُها الفُضول ويَستبدُّ بها القلق، تَدخلُ على أطراف أصابعها؛ وهو يُطيل النَّظر ساهمًا إلى شيءٍ ما .. طَيّ صفحاتها .. تَخطفُها، يَنتفض واقفًا، يُحاول استردادها، تُهدِّده بأنْ يَبتعد وإلا ألقَت بها من النافذة.
يَسْتسلمُ ويَبتعدْ، يَتوسَّل إليها لتُمسكها برفق، لم تَسمع له، تَفتحها عُنوة، ليس في الأجندة إلا زهرةٌ يابسة، تُقهقه بصوت مرتفع:
- يا لكَ مِن مَعتوه.
يَقتربَ منها ليُعيدها، تُزمجر، تبحث عن سطور مَكتوبة فلا تجد، تزداد قهقهةً، يَتناثَر حُطام الزهرة، يتطايَر في الهواء، تتعلق عيناه بالحُطام وهو يتساقَط أرضًا.
تُلقي زوجته بالأجندة على طَرَف المكتب وتُغادره، يعود إلى مكتبه، يمسك بالأجندة يفتحها، خلَت من الزهرة اليابسة، تَحطَّمَتْ، اختلط نُثارها مع غُبار الغُرفة، اغرورَقتْ عيناه بالدموع، صاحَ فيها ثائرًا:
- يا لكِ مِن قاسية، قلبكِ قُدَّ من حَجَر، إنكِ لا تعرفين الرحمة.
يجلس إلى مكتبه، يضع رأسه بين يديه ويَرُوح في نوبة بكاء.
تعود إليه، تَهزه من كتفيه، تُصرُّ على معرفة ما يحدث، لم يقوَ أنْ يبوح لها؛ بأنَّ الزهرةَ كانت هدية من حبيبته التي ضاعت منه بسببها، لمَّا عَقد والداهما صفقة تجارية ليَتزوج منها.
بهاء المري
بهاء المري ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit بهاء المري und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und die Welt...
www.facebook.com