لودي شمس الدين - الحُزن يتربَّع كطفلٍ مُشاغِب.. شعر

إهداء إلى أبي

لا أُدرِك كيف مرَّت شفتي الجليدية...
كسحابةٍ قُطنية من جنب الشمس...
الهواء يَثقل،يُجرح،يتألم ويتعب...
تنام وحدك يا أبي..
وأسهر وحدي مع نجمةٍ تئن بالبكاء...
أرفع قدميّ نحو السماء...
أغرفُ قليلاً من الغيمِ لأغطِّي اصفرار دمي...
وأُداعب الهواء البارد...
فترِنُّ أجراس الطفولة في كُلِّ خليَّة...
مملوءة بالرمل داخل بدني...
الحُزن يتربَّع كطفلٍ مُشاغبٍ فوق زُجاج قلبي...
أبي وحدك..
تحكُّ جِلدك القمحي المتكسِّر فوقه بقايا الزمن البرِّي ..
وتحدِّق طويلاً في احمرارِ القمرِ خلفَ التلال
التي تُغنِّي للسواقي والفراشات...
أبي...
قاسمني تمرَة واسقني ماء أدمُعك...
تنزلِق الرِّياح بخفةٍ على أجنحة الطيور...
والضوء يعبُر كسلاسلٍ فضية من بين أصابع الليل...
فاغمرني يا أبي بعد تشرُّد أنفاسي...
الوعي إنسان ينضج على مرِّ الألم...
والخوف حيوان مُفترِس...
اغمرني...
كي أهِبَ وجهي النرجسي للمرايا وأضحك...

30/آب/2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى