مختار عيسى - لأضلاعي التي تهيأت للسكون!.. شعر

ربما كان لي
أنا الذي دعوتكم مرتين
لتبادل النشيد
وغادرتكم عشرين مرة
ربما كان لي
أن أبدل ثوبي
دون أن أمنح الكاميرا
تذكرة مخفضة لحضور الحفل
بصحبة المايسترو!
........
ربما تركتُ عطري
معلقا على نوافذكم الكابية
في الشتاء
كمعطف "مارلين مونرو "
أو عباءة جدي الذي لم يرني
وأخبروني أني لا أشبهه
إلا في العناد
سأكون ممتنا
لجدتي التي أوصلت لي الرسالة
بأقل تكلفة من الدموع
فانتشيت وحدي
وتلوت سورة العصر
ثم أعلنت انتحاري
منتشيا بشمس غائبة
ورقصة غجرية
لأضلاعي التي تهيأت للسكون
ربما هاتفتكم فجأة
لاتخبروا الأصدقاء
بموعد النحيب على جثة الحلم !
..............
ربما كان أجدى
أيها الواقفون على حافتي
ترتلون أحزانكم
بدموع باردة
أن أمارس نزفي
بعيدا بعيدا
بمعزل عن شعراء الحداثة
بعيدا
عن ضماداتكم الكاذبات
و أناشيدكم القومية
وأصحاب المعالي
الداهنين أسماءهم بالنفوط
والمسح على رؤوس اليتامى
في حفلات التتويج
أترككم لفاصل إعلاني
أتجرع الحزن
ولاتنتبهون لدمعي
وتمدون أصابع مستعارة
وحده المصور
يعرف أطوالها
ويعرف قلبي ألوان أظافرها
تلك رائحتها
وهذه أفعالها المعتلة
تصادق الجوازم
كمعلم حديث العهد
بتعاليم بوذا
و قرارات اتحاد الكتاب
ربما .. أشير لفيروساتكم الصديقة :
لا تذهبي للصغار
ودعينا نمرر صفقتنا في المساء
بنسختين جديدتين
من كتاب الشفقة
............
ربما يهبط الملاك في بابل
وتسكب الإبليسة المقدسة
زجاجة الكحول كاملة
على ثياب الإمام
فيسترد قبلته خلسة
لاعنا كتاب التعولم
من أبوابه المائة
وهو يرتجل خطبة العيد
مانحا الجمهور موعدا للقيامة
يعزف نشيده المتلفز:
"لم تعد آية في الصدور
صالحة للرثاء !"
ربما
ربما يا أصدقاء
تكونون غدا في مهب الحريق !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى