نوادر إبراهيم عبدالله - رقصة الضباب..

أخبرني النيل عن مخيلة السماء
تكاثفت قطرات العَرَق
اتجهتْ نحو الأفق
مناديةً على الغيم الشفاف
ليته يستطيع التمرد على الفضاء
ليتني تجاوزت مؤامرات الوقت
بمشنقةٍ من الريح
بخنجرٍ من الجليد
بقُبلةٍ من لهب
_______

أعلم أن الليل أعمى
والنجوم خائنة
والقمر قد فقد ذاكراته
نعم! أنا المنسية في عالمي
متكئة على شهابٍ مظلم
أعاند أغنيات العشق
أصمُ مسامعي وأكبت أنيني
أشق جدران الرغبة بعجزي
أصطنعُ الرقص على حلبةِ الثبات
ثابتة خطواتي على زلزال جنوبي الغضب
متأرجحة نظراتي على عزف الغياب
___________

عبثية الاحتمال
واعوجاج المعنى
معتقد العناء ويقين السعادة
مفاصل الحلم ونخاع اليقظة
كل الصور الحافية تعتصرني داخلها
تلعق ما تبقى من روحي
تدفع بي نحو السراب
تدمعني كلما فكرت في الهروب
أحاولُ بمفاتني سحر الساحر
ساحري الذي يعشقني ويكرهني
يستدرجني إلى بئر الفتنة
كل أناملي منخرطة في حيزٍ ضيق
يسع حرفي الأول فقط
أصارع أعيني لأرى القرطاس
أحارب الظُلمات لأكتب اسمي
أجد الليلَ رجلًا عاتيًا
يمسك بيدي النحيلة
يحاورني بهمسٍ قوي
هيا لنرقص
هيا لنُبدد الوجود
نلسع جمود الجسد
نهرول إلى النهاية
ننتهي بِلكمِ الحظ
نكتب نصيبنا الجديد
نرقص رقصة الضباب
نضيع بعيدًا
حيث النهاية
حيث الخلود


# نوادر إبراهيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى