عبدالنور الهنداوي - فوق الجلد / تحت الجلد

فوق الجلد
تحت الجلد
جثث أخطأت العبور
والأنهار صارت أكبر من شهرتها
والأشياء
تتقصّف أمام أشلائها
والسياط عطشى
والثلج العالي
رؤيا // فقدت أصابعها بلحظة خاطفة
ولا وداع
حين خلطت الأشياء نفسها بالظنون ؛
ببن ضجيج ما
تكوّنت يقظتي ، واعترفتُ برائحتي النائمة " علنا "
في الجاذبية
العيون أقفاص نائمة في الممرات
ولا
نهايات صارمة تنهض من بين الأتربة / /
نرتدي المآزق / والدم / / ودموع الأساطير
لنرمّم القمرَ
بصرير الأروقة
وشرود ملأ الزوايا بالحنين الفظيع
أنا والماء
نشبه الماء
ونشبه القطع الصغيرة من العبقرية
البطولة
والثريات
لها شكل أفق مخضّبٍ بالأزهار والمفاجئات
والعتب فرح يشبه الكوميديا
والرصاص
يخبّئ نفسه وراء الباب
ومثلما لا تزال الأسئلة
عثرت على قبور من المعدن
ومعجزات سيطرت على شظاياها
آهٍ
وأنا أصوغ للفضيحة شكلا ً شهيّاً خارج السيطرة
أتعرّف / وأساهم / وأتكدّس / مثلما الدموع العفيفة؟
/لهجت بالمعاني كي أبتهج بالحدودِ
وتدرّج الويلات
وبالتالي:
ناقشت الجواهر عن واقع معصوم عن مضاجعة الغابات
وتساقط الفصول
فقط
تذكرت أحاديث لا تحتوي على بكاء
وأفرطت بأرتال الجرائم وهي تتسلسل بأعماق الطير
ندوس وجه الغيهبية
ونتلمّس / رضاب الذئاب / المغمور بالبيادق المفوّهة
إنه الجرح النائم في المكابدة والأرواح الباسقة
فيما / الأبواب / بثقة
تلفّ أزهارها /// وسراويلها المبلّلة
لتلتمع الصدمة الثمينة في زجاج الأعوام
بيدي هذه.. كتبت عن قناعة غائصة بالضحك
بيدي
كتبت عن يقظة تدمع / وتزغرد في حقيبة
وتغتسل بدمها
أمام الهزائم وهضاب الجدل
الصرخة جملة فاضلة دمغتها الخطى
والوحل ضحكة داخل الظلّ
أنا
قارئ سيّء للأجوبة
أحياناً أشبه الطريق
وفظاعة الأقنعة
وأحياناً
أتطابق مع أخيلة تشبه الحلوى
لقد مزقتّنا الحجارة الضاّلة
وإشارات العودة للعذوبة
فمن معركة
لمقصلة
ومن ثقوب معشبة
إلى هبوط لائق في اللغز
حتى النهاية
أضرمت النار بالنهاية
وركضت باتجاه يشبه تماماً عرش أضدادنا
هناكَ
كان لنا ذات بوم بريقُ نجم
ونساء يغتسلن بلحمٍ كفيف
كان لنا
ضياع
وصوَر عن لحظة الخلق
وغرف مفتوحةٍ
بحاجة إلى قلوب
ثم وقد تنازعتنا موسيقى القرون
هاهي أمي
غيمة تنهض من صدرها
وأغنية
يدرّجها الإيقاع
لتفترش عريها بهدوءٍ // يكتنفه العبور
هكذا واقعَ السخط لحظة النبوغ
هكذا تمكنت من إزاحة الستارة عن إيقاعِ رماد القلب
وحطّت يمامة / مبتورة الأيام
فوق صدر يؤجّ بصيرورته فوق نار هادئة
آَمنت أنّ ولادتي ثقّبت الرجاء
ولن تتّسع إلاّ لضوء مكشوط الذرا
قالت الأبدية : اكتملت
قال النجوم : / لا ضجيج يختلج عباب الفراغ أو الذكرى
قالت الملائكة : هاهي التضاريس هياكل عظمية وأرصفة
قلت :وأنا / أتعثّر بالأبعاد والمكرمات؟
أخطف الليل قطعة قطعة
وأخبّئه قطعة قطعة
أناشده الغرق المتفشّي في الأجساد
أسرح في صورته
ويسرح في صورتي
والآثام تغرورق في ظلالها
هي رغبةبامتطاء جلالة الفضيحة
والتصفيق بقوة لتدفّق الأسارير // ونشيج المُهَج
سأجرّد الضجيج من الطواف
لكي لا تثمر الرطوبة
أتدبّر ابتسامة خصصّتها لإذابة البربرية // وأكاليلها
وبناء ضاحية أتصيّد فيها كواكب مذعورة
هناكَ
أتسلّل كحلمٍ وفير
وأعلّل نفسي بصمت نفّاذ / ودخان
تاركاً أحزمتي تحيط بالجلالة وصهوات الفشل
كم بللّت هذا الليل بالأصدقاء والحليب الرخيص
كم بللّته وأنا على حافة جرف
ساخراً من عدمية مزجت صفاءها بتراب دحوته بوضوح
فوق الذبائح الفسيحة
فجأة قال لي :
ما أضيق عودتي // وفيضان السدود
ما ألذّ المعاطف التي زودتنا بحرير لا يحصى
ومساواة الماء بالماء
والألغاز بالخناجر
قول على قول أسمّي العواصم
وخطيئة وراء خطيئة أبتكر لظهري سلّة من الذكرياتِ
المهزوزةِ
والوثائق البدينة
لقد عادت الفواكه لذكرياتها
ولملمتُ انخفاض الإغاثة عن ليالينا
ادخلْ أيها الصوت في تطوّر آفاقنا
وارجم أصابعنا بما يحلو لك من النزف
إلى اللانهاية
الضوء الذي زرعناه في الكراهية
لم يعد يتّسع لجريمة واحدة
قبّعة زجاحية للحائط
وأسئلة كثيرة لأبناء " الحرام "
طحين
وصفقات
وترهّل الأساطير
دموع خشبية
وحجارة زرعناها خلسة لإنقاذ الحياء
آهات
غموض
بلبلة الصقيع
آثام الأسئلة
مرمر الأموات / واكتماله الفذّ
تضاريس الأوبئة وجنون القطيعة
سادتنا الأفاضل وهم يلعبون بالتحولات
فوضى الأعراف
الطواطم // وإغاثة الحِقَب
والإيمان بنجاح له شكل هتاف
ماذا أطلب من البكاء كي يعيد الزمن إلى التخوم
لماذا أحاور غيمة تشبهني ولا تشبه "أحد"
ماذا لو تجسّد الضوء وصار على شكل آثاث
ماذا لو توضّح وضوحك فيك وأنت مجرّد من الجاذبية
بماذا تختلط
وأنت لا تاربخ ولا لَهَبْ
هذا
ما حرضّت عليه أيها الإنكسار
ذكرى
وندوب مبعثرة
وارتطام بقافلة من " المرايا "
وتوزّع في الصباح
للصلاة على
جثث أخطأت العبور.

عبدالنور الهنداوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى