نوادر إبراهيم - هدهدة ليل

(١)
المواسم بعينيه
مغارة من تيهٍ وسحر
الكلمات تبحث عن معانيها
تندد بظلِ البوح الرخيص
تطالبني اللمسة بضمِّها إليه
ومزجها بعطرِ كفّه الميمون

(2)
لثام الروح يربح
يروق لنا عناق الطيف
المسافة تخجل من حدودها
تقترب....
تعتزل القوانين
ترفض الركض خلف الهفوات
كأنها صرخة كُبتتْ بجدارٍ من الصمت

(3)
أنتظرك ها هُنا
بقلبِ العاصفة
أود التقاط بعض الأنفاس من رئتيك
سرقة بعض الابتسام من ثغرك
رسم جدول جديد من الأمل
ينبع من أعماقك السرمدية
ويطوف بمفاتني القاحلة
ينتهي عهد الوعيد
والوعد فقط من سيعزفني وسأرقص له

(4)

لا ضير في انتظارك على السراب
لا بأس بالسؤال عن التراب الخصيب في كوكبك المجهول
كل الاحتمالات ممكنة بقربك
ما دمت تمتلك مفاتيح دهشتي
كُن لطيفًا واحترس!
قلبي ليس للرهان
فقط يعشق بعطاءٍ وكرامة
وما دون ذلك تحت ذمة النسيان والرحيل

(5)
سأخبرك أن اللوحة التي رسمها البُعد باهتة
سأوقع بحبرِ التباهي أنك ألواني
وما زادك الطريق إلا حنينًا
الكناية تضيع هيبة الشعور
صريحةٌ كما عهدتني
شفافة رغم تشابك الأحداث بمخيلتي
سأذيعك سحًرا
أنت المرآة التي أرى فيها محاسني
وأنجو بعيوبي كلما وهبتني انعكاسك الشجي

(6)

نقش الحديث على الروح ممتعًا
كالميل على سحابةٍ كثيفة
والسقوط على أرضٍ من وردٍ
كالنوم على ساعدٍ من نغم
والحلم بأغنيةٍ خالدة
تختصر رحلة المخاض الطويل
لعينٍ حملت دمعها بالدهور
فسكبته دفعة واحدة
خارج المُقل

(7)
في زاوية من قلبي البكر
ترتجف نبضاتٌ حديثة العشق
يطمئنها الوتين بقطراته
يرسل إليها سلام الخلايا
ويبعثها إلى حياةٍ خُيلاء
تتبختر مرحًا بالشباب
وتنشد أشواقها التي حُرمت
في زمانٍ اتصف بالبطش

(8)

هدهدة الليل الطويل
لربما توقظ بداخلك الفتنة والتنقيب وراء الشوارع
تجدها مظلمة
خالية من الآثر والنقوش
فقط عطر الحبيبات عالقًا بذاكرةِ السماء
نجمتك هناك يا حبيبي
تنتظرك
علَّك تصلها وتظفر معها بطرقات المجرة

(9)
المرور بصدرك جاذب للحيرة
الوقوف على أعينك يُعطش الألفاظ المبتذلة
سأتوقف عن اللحاق بك
سأكون بقربك كالظل العاتي
أنتظر وجودك بكثافتي
أغوص داخلك بثوبي الأبيض
أحمل بيدي برقية سعيدة
أنطق بشفاهٍ شقية
ما رأيك بالفرار إلى اللا شيء؟
أنا وأنت والأمنيات
نخلق أشيائنا هناك حيث وجودنا معًا
نضحك
نحلم
نصهر قساوة الأمس
نصافح أيادي الصغار
نحن هنا لأجلكم صغارنا
هيا لنرقص
ونُنهي البؤس
هنا كُتبت النهاية
نهاية خالدة
بجدلية الإلهام
وعصف الحقيقة
حقيقة أننا معًا
إلى الأبد
إلى كل النهايات
إلينا تؤول القصص السعيدة

#نوادر إبراهيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى