لا أحد يعلم كيف تمّكن " جبار " من دخول بيت متصرف اللواء ، ليعمل خادماً فيه، معززا مكرما من قبل السيد المتصرف ِوالسيدة زوجته البيضاء التي جلبها من بغداد، حيث بدأت تظهر على ملابسه ووجهه علامات النعمة والبحبوحة .
يُعرف جبار بأنه شخص خصي، كثير الكلام ، يغدق عليه آهالي المدينة بما تيّسر من المال والطعام والملابس، لكونه يقضي لهم أشغالهم من دون ملل أو كلل، طبيعة جبار تسمح له بالدخول الى بيوت الميسورين والاغنياء أثناء غيابهم، ليحمل الى زوجاتهم سلالاً من الطعام والحاجيات التي يبتاعونها لعوائلهم، ويدخلنه السيدات الى بيوتهن من دون خجل، ويلاطفنه ويعدّنه كأحد أفراد البيت، ولم يشعر الرجال الميسورون بالغيرة منه قيد شعرة، وهو يدخل ويخرج من بيوتهم أثناء غيابهم . يتحدث جبار مثل النساء ويمشي مثل النساء ويثرثر مثلهن، وعندما تجد تجمعا نسائيا في السوق أو عند عيادات الاطباء، فأن من الطبيعي أن تجد بينهن جبار يختلط بينهن ويحادثهن بالطريقة نفسها التي يتحدثن بها ، ويعتمد لازمات كلامية تشبه الى حد بعيد ما تقولها النساء كمثل " نزول نزلج " و " خية الزلم ما ينحزرون " وغيرها. وقبل أن يعمل جبار خادما في بيت المتصرف، وصلت سمعته الى كبار رجال المتصرفية ( المحافظة ) حتى أنتدبه المتصرف للعمل في بيته ، وهذا ما آثار حفيظة أهل المدينة، والميسورين فيها ، اذ غالبا ما يعمل في بيوت هؤلاء المسؤولين نساء خادمات ويختارون الجميلات لإسباب معروفة .
وقبل عمله في بيت المتصرف ، لا أحد يعلم أين يبيت جبار وأين يأكل وأين يمضي أوقات فراغه، فهو ليس شاذاً كما قد يتبادر الى ذهن القارئ، وعندما يلاطفه بعض السكارى الذين يخرجون من نادي الموظفين ويطلبون منه شيئا مشينا ، يشهق مثل النساء ويضرب صدره بكفه ويقول لهم " يا عيبة العيبة " ثم يغادرهم مع سلاطة لسانه التي يخشى هؤلاء السكيرون قذارته فيخافون أن تصل الى أسماع أهل المدينة وتحصل لهم الفضيحة المدوية .
هناك شخص واحد يحبه جبار ويبث إليه أسراره ويخبره عادة بما يصادف من مواقف طريفة مع هذه المرأة او تلك، فيغرق هذا الشخص بالضحك ويكرمه ، وهو تاجر كبير يسمى " ابو كمال " ولهذا الرجل علاقات واسعة مع رجال الدولة بسبب توفيره حاجيات منازلهم من الرز والسكر والطحين والزيوت ذات الماركات الجيدة .
آهالي المدينة يعرفون أن " أبو كمال " مستودع أسرار جبار، فيطلبون منه تكليف جبار لنقل حاجيات معينة الى بيوتهم، ولايتردد الرجل من تسخيره لنقلها الى تلك البيوت، طالما تجلب له الرزق والأستمرار في الحياة بدون مد اليد الى أحد .
دخول جبار الى بيت متصرف اللواء، وهو الشخص القاسي الذي لايرحم، بات يشكل نوعا من الفضول لدى الكثير من اولئك الرجال الذين سخروا من جبار، حتى باتوا يخشونه وعدم البوح بإسرارهم أمامه خوفا من نقلها الى بيت المتصرف القاسي، وحتى اولئك السكيرون الذين يلحّون عليه بالأمور الفاحشة، بدأوا يخشونه بالرغم من إنهم يعرفون، كما تعرف المدينة كلها، طيبة قلبه واريحيته وبراءة روحه، فمن المستحيل أن يتصور إي انسان أن يبث جبار شكواه الى المتصرف او زوجته البيضاء .
وفي يوم من الأيام سمعت المدينة كلها ، أن جبار ُطرد من بيت المتصرف شر طرده ، وأرتاح الحاسدون لهذا الخبر، وأختفى جبار عن الانظار فترة طويلة، لكن الفضول لدى البعض جعلهم يذهبون الى ابي كمال لمعرفة حقيقة طرد جبار، غير أن الاخير أنكر معرفته باي شيء وماجرى لجبار في بيت المتصرف وأخبرهم إنه مستغرب مثلهم على غيابه الطويل .
بدأت تتسرب الإشاعات الكثيرة عن سبب إختفاء جبار عن المدينة، وشارعها الرئيسي الذي كان يصول ويجول فيه ، تتحدث واحدة من تلك الإشاعات عن سجنه وآخرى إنه قد يكون أُبعد من المدينة وثالثة تقول أن سيارة المتصرف رمته في الصحراء المترامية قريبا من الحدود السعودية .
ولم يتمكن أحد من معرفة الحقيقة، حتى ظهر ذات يوم يعمل في مقهى صغير قرب الكراج وفوجئ الناس به ولما سألوه عن سبب غيابه وهل حقا أعتقله المتصرف أو رمى به الى الصحراء، فلم يجب ، بقي ذاهلا يرد على الاسئلة بضحكة بليدة .
وبعد سنوات ، كشف أبو كمال سر جبار لصديقه الحميم وقال له سبب طرده، وهذا الصديق لم يضمر السر فسرب خبر طرد جبار الى أحد المقربين له فطش في المدينة.
والخبر مفاده ، إنه في يوم من الإيام ، وبينما كان المتصرف غائبا في مأمورية الى بغداد ، في الليل ، طلبت السيدة البيضاء زوجة المتصرف من جبار طلبا غريبا فلم يتردد من رفض طلبها ، يقول الخبر إنها أرادت أن " يدلك " ظهرها بسبب شّد في عضلاتها ، والمرأة تعرت تماما على فراشها، ليتلقى ظهرها أصابع جبار الحانية . لكن ماذا جرى بعد " ترفيك " الظهر؟ لايقول الخبر كل التفاصيل ، قيل أن روح جبار سيطرت عليها في تلك اللية رغبة جارفة في تأكيد شيء ما ، هذا الشيء يختفي تحت مساماته ، شيء لا أحد يعرف به حتى جبار نفسه ، والمرأة البيضاء عندما شاهدت تغير خريطة التدليك، ورأت أن أصابعه أخذت تلج الى أماكن حساسة، شعرت حينها أن سقف غرفتها بدأ يرتفع وأن سريرها أخذ يطير في السماء وإنها مع جبار بدءا يسبحان بين الغيوم، وذابت كل إمارات التعب والتشنج في عضلات جسدها، وتحول كل ذلك الإلم الى مصدر سعادة لم تكن تشعر بها من قبل . وقيل أيضا أن جبار رفض رفضا قاطعا أن يخون سيده ، بعد أن ظهر عكس ما كان يشاع عنه ، وأن فحولته التي لمستها المرأة خلف الدشداشة، كانت من المفاجأة والدهشة، بحيث لم تتمالك نفسها من القول كلاما فاحشا لم يسمع به من قبلِ، جعله هذا الكلام الفاحش أن يتوقف عن العمل، ثم يجلس حزينا في المطبخ، لكن السيدة زعقت به وفشلت من أن تجره من ياقته الى السرير . ولما جاء المتصرف الى البيت بعد يومين ، طلبت منه عدم الحاجة الى خدمات " جبار " بعد الآن .
يُعرف جبار بأنه شخص خصي، كثير الكلام ، يغدق عليه آهالي المدينة بما تيّسر من المال والطعام والملابس، لكونه يقضي لهم أشغالهم من دون ملل أو كلل، طبيعة جبار تسمح له بالدخول الى بيوت الميسورين والاغنياء أثناء غيابهم، ليحمل الى زوجاتهم سلالاً من الطعام والحاجيات التي يبتاعونها لعوائلهم، ويدخلنه السيدات الى بيوتهن من دون خجل، ويلاطفنه ويعدّنه كأحد أفراد البيت، ولم يشعر الرجال الميسورون بالغيرة منه قيد شعرة، وهو يدخل ويخرج من بيوتهم أثناء غيابهم . يتحدث جبار مثل النساء ويمشي مثل النساء ويثرثر مثلهن، وعندما تجد تجمعا نسائيا في السوق أو عند عيادات الاطباء، فأن من الطبيعي أن تجد بينهن جبار يختلط بينهن ويحادثهن بالطريقة نفسها التي يتحدثن بها ، ويعتمد لازمات كلامية تشبه الى حد بعيد ما تقولها النساء كمثل " نزول نزلج " و " خية الزلم ما ينحزرون " وغيرها. وقبل أن يعمل جبار خادما في بيت المتصرف، وصلت سمعته الى كبار رجال المتصرفية ( المحافظة ) حتى أنتدبه المتصرف للعمل في بيته ، وهذا ما آثار حفيظة أهل المدينة، والميسورين فيها ، اذ غالبا ما يعمل في بيوت هؤلاء المسؤولين نساء خادمات ويختارون الجميلات لإسباب معروفة .
وقبل عمله في بيت المتصرف ، لا أحد يعلم أين يبيت جبار وأين يأكل وأين يمضي أوقات فراغه، فهو ليس شاذاً كما قد يتبادر الى ذهن القارئ، وعندما يلاطفه بعض السكارى الذين يخرجون من نادي الموظفين ويطلبون منه شيئا مشينا ، يشهق مثل النساء ويضرب صدره بكفه ويقول لهم " يا عيبة العيبة " ثم يغادرهم مع سلاطة لسانه التي يخشى هؤلاء السكيرون قذارته فيخافون أن تصل الى أسماع أهل المدينة وتحصل لهم الفضيحة المدوية .
هناك شخص واحد يحبه جبار ويبث إليه أسراره ويخبره عادة بما يصادف من مواقف طريفة مع هذه المرأة او تلك، فيغرق هذا الشخص بالضحك ويكرمه ، وهو تاجر كبير يسمى " ابو كمال " ولهذا الرجل علاقات واسعة مع رجال الدولة بسبب توفيره حاجيات منازلهم من الرز والسكر والطحين والزيوت ذات الماركات الجيدة .
آهالي المدينة يعرفون أن " أبو كمال " مستودع أسرار جبار، فيطلبون منه تكليف جبار لنقل حاجيات معينة الى بيوتهم، ولايتردد الرجل من تسخيره لنقلها الى تلك البيوت، طالما تجلب له الرزق والأستمرار في الحياة بدون مد اليد الى أحد .
دخول جبار الى بيت متصرف اللواء، وهو الشخص القاسي الذي لايرحم، بات يشكل نوعا من الفضول لدى الكثير من اولئك الرجال الذين سخروا من جبار، حتى باتوا يخشونه وعدم البوح بإسرارهم أمامه خوفا من نقلها الى بيت المتصرف القاسي، وحتى اولئك السكيرون الذين يلحّون عليه بالأمور الفاحشة، بدأوا يخشونه بالرغم من إنهم يعرفون، كما تعرف المدينة كلها، طيبة قلبه واريحيته وبراءة روحه، فمن المستحيل أن يتصور إي انسان أن يبث جبار شكواه الى المتصرف او زوجته البيضاء .
وفي يوم من الأيام سمعت المدينة كلها ، أن جبار ُطرد من بيت المتصرف شر طرده ، وأرتاح الحاسدون لهذا الخبر، وأختفى جبار عن الانظار فترة طويلة، لكن الفضول لدى البعض جعلهم يذهبون الى ابي كمال لمعرفة حقيقة طرد جبار، غير أن الاخير أنكر معرفته باي شيء وماجرى لجبار في بيت المتصرف وأخبرهم إنه مستغرب مثلهم على غيابه الطويل .
بدأت تتسرب الإشاعات الكثيرة عن سبب إختفاء جبار عن المدينة، وشارعها الرئيسي الذي كان يصول ويجول فيه ، تتحدث واحدة من تلك الإشاعات عن سجنه وآخرى إنه قد يكون أُبعد من المدينة وثالثة تقول أن سيارة المتصرف رمته في الصحراء المترامية قريبا من الحدود السعودية .
ولم يتمكن أحد من معرفة الحقيقة، حتى ظهر ذات يوم يعمل في مقهى صغير قرب الكراج وفوجئ الناس به ولما سألوه عن سبب غيابه وهل حقا أعتقله المتصرف أو رمى به الى الصحراء، فلم يجب ، بقي ذاهلا يرد على الاسئلة بضحكة بليدة .
وبعد سنوات ، كشف أبو كمال سر جبار لصديقه الحميم وقال له سبب طرده، وهذا الصديق لم يضمر السر فسرب خبر طرد جبار الى أحد المقربين له فطش في المدينة.
والخبر مفاده ، إنه في يوم من الإيام ، وبينما كان المتصرف غائبا في مأمورية الى بغداد ، في الليل ، طلبت السيدة البيضاء زوجة المتصرف من جبار طلبا غريبا فلم يتردد من رفض طلبها ، يقول الخبر إنها أرادت أن " يدلك " ظهرها بسبب شّد في عضلاتها ، والمرأة تعرت تماما على فراشها، ليتلقى ظهرها أصابع جبار الحانية . لكن ماذا جرى بعد " ترفيك " الظهر؟ لايقول الخبر كل التفاصيل ، قيل أن روح جبار سيطرت عليها في تلك اللية رغبة جارفة في تأكيد شيء ما ، هذا الشيء يختفي تحت مساماته ، شيء لا أحد يعرف به حتى جبار نفسه ، والمرأة البيضاء عندما شاهدت تغير خريطة التدليك، ورأت أن أصابعه أخذت تلج الى أماكن حساسة، شعرت حينها أن سقف غرفتها بدأ يرتفع وأن سريرها أخذ يطير في السماء وإنها مع جبار بدءا يسبحان بين الغيوم، وذابت كل إمارات التعب والتشنج في عضلات جسدها، وتحول كل ذلك الإلم الى مصدر سعادة لم تكن تشعر بها من قبل . وقيل أيضا أن جبار رفض رفضا قاطعا أن يخون سيده ، بعد أن ظهر عكس ما كان يشاع عنه ، وأن فحولته التي لمستها المرأة خلف الدشداشة، كانت من المفاجأة والدهشة، بحيث لم تتمالك نفسها من القول كلاما فاحشا لم يسمع به من قبلِ، جعله هذا الكلام الفاحش أن يتوقف عن العمل، ثم يجلس حزينا في المطبخ، لكن السيدة زعقت به وفشلت من أن تجره من ياقته الى السرير . ولما جاء المتصرف الى البيت بعد يومين ، طلبت منه عدم الحاجة الى خدمات " جبار " بعد الآن .