فوزية العلوي - علي والجنيات

مازال علي يأتينا عند اشتداد القيظ
وما زالت الساقية العجوز تثرثر
لا أحد أعلم من أين تنبع
ولا أين يذهب ماؤها
تهمس الزهراء :
في آخرها حيث يكتث القصب
والصفصاف
تعوم الجينات.
بشعورهن الطويلة الصفراء
ونهودهن التي تشبه الاجاص
نرتجف نحن من الخوف
وتقشعر جلودنا الطفلة
ونستحلفها أن تكفّ عن ذكر الجنيات
علي يأتينا في القي
بشعر كجمة الذرة
وعينين كورق الجوز
وبضحكة تشبه اناشيد المرح
وبقميص أبيض كالفجر
يسرف علي في البحث عن العصافير
وفي حكايات العفاريت والظلال التي يراها
على جدار بيت المونة
يحدثنا عن الجنية الحمراء
التي جاءت لتسرق زيت الجرة
والثوم الذي في النافذة الغربية
ثم يسرّ لنا أنه عندما أمسك بها قبّلته
وان لشفتيها طعم البرقوق والتوت
تشخص أبصارنا من الدهشة
وننتدافع لنصير كتلة واحدة من الخوف
ولكننا مدفوعات بالفضول
نريد تقبيل علي
كي نذوق برقوق الجينات وتوتهنّ.
فوزية ع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى