د. عبد اللطيف علوي - لَسْتُ منهمْ.. شعر

لَسْتُ مِنهُمْ أَنا ..
لَسْتُ مِنْ هؤلاَء الَّذِينَ يَتِيهُونَ مِثْلَ السَّكَارَى ..
ويَرْغُونَ مِثْلَ الزَّبَدْ!
شُعَرَاءُ، يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ في مَجالِسِهِمْ،
ويُدِيرُونَ فوْقَ الرُّؤُوسِ كُؤوسَ النَّكَدْ!
شُعراءُ يَحُطُّونَ مِثْلَ الذُّبابِ على الدَّمِ،
أَوْ يَغْمِسُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي .... مَواضِعَ شَتَّى ...
ويَأْتُونَ شِعْرًا رَدِيئًا، بَذِيئًا قَمِيئًا ...
بِلاَ وَالِدٍ أَوْ وَلَدْ! !
هَؤُلاءِ الَّذينَ تُجَمِّعُهُمْ حولَ سَقْطِ الْمَوائِدِ،
رائِحَةُ التَّبْغِ والْغَنَجُ الأُنْثَوِيُّ،
ومِلْحُ الْجَسَدْ!
وتُجَمِّعُهُمْ حانَةٌ في الشّدائدِ،
أَوْ عَرَقُ الْعاهِراتِ بِلاَ مَوْعِدٍ ...
وَ يُفرِّقُهُمْ دَمْعُ هذا الْبَلَدْ .. !
لَسْتُ مِنْ هؤُلاءِ أَنا ...
لَسْتُ فيهِمْ أَحَدْ!
ولَسْتُ مِنَ السّادةِ الْعابِثِينَ،
وَ لاَ أَسْتَسِيغُ حَدِيثَ الْحَداثَةِ وَ الْمُحْدَثِينَ ..
ولاَ أَحْمَرَ الشَّفَتَيْنِ عَلى طَرَفِ الْكَأْسِ،
أَوْ بَذَخَ الْجِنْسِ في أَيِّ نادٍ ..
بِلاَ خَجَلٍ أَوْ عُقَدْ!
لَسْتُ مِنْهُمْ أَنا أَوْ إِلَيْهِمْ ..
ولَسْتُ أَنا مَنْ يَقُولُ:
" نُحِبُّ الْبِلاَدَ كَما لاَ يُحِبُّ الْبِلاَدَ أَحَدْ!"
مَا أنا صالِحٌ في ثَمُودٍ،
لِأَزْعُمَ أَنِّي ..
" أُحِبُّ الْبِلاَدَ كَما لاَ يُحِبُّ الْبِلاَدَ أَحَدْ!"
إِنَّنِي يَا رفيقُ أُحِبُّ الْبِلاَدَ ..أَجَلْ !
غَيْرَ أَنِّي ..
أُقَدِّرُ أَنَّ الْكَثِيرِينَ مِثْلِي
وأَكْثَرَ مِنِّي أَنا – رُبَّمَا – أَوْ أَقَلَّ،
يُحِبُّونَ هذَا الْبَلَدْ!
لَيْسَ عَيْبًا بِأَنْ لاَ نَكُونَ جميعًا علَى شِرْعَةٍ واحِدَهْ ..
إِنَّمَا الْعَيْبُ أَنَّا ..
نُصَادِرُ حُبَّ الْبَلَدْ!
وَ لَسْتُ أُحِبُّ الْبِلاَدَ الّتِي يَمْدَحُونَ ..
بِلاَدٌ ... نَراهَا فقَطْ فِي القصائدِ،
والْخُطَبِ الْمَلْحَمِيَّةِ، والْكُتُبِ الْمَدْرَسِيَّةِ،
فِي المَهرجاناتِ، والْمَسْرَحِ الْبَلَدِيِّ
وفِي شَرِكاتِ التَّوحُّشِ، أَوْ قَنواتِ الدَّعارةِ،
والنَّمَطِ الْمُسْتَبِدْ!
أُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي تَعْجِنُ الْخُبْزَ مِنْ قَمْحِهَا ..
وَ الَّتِي تُرْضِعُ الْبِيدَ مِنْ جُرْحِهَا ..
والَّتِي تَحْرُسُ النَّائِمِينَ جَمِيعًا،
وتُوقِظُهُمْ في الصَّباحِ علَى مَا تَعِدْ!
وَأُحِبُّ الْبِلادَ الْعَمِيقَةَ،
تِلْكَ الَّتِي تتَكدَّسُ في شَارِعٍ ضَيِّقٍ،
قُرْبَ مَبْنَى الإِذاعةِ والتِّلِفِزْيُونِ،
مَنْسِيَّةً فِي شُقُوقِ الرَّحَى ...
لاَ يَراهَا أَحَدْ .. ! !
وَأُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي تَكْتَفِي بِالْقَلِيلِ،
وَ تتْرُكُ أَبْوابَها .. كُلَّ أَبْوابِها في الْحَوادِثِ،
مُشْرَعَةً لِلسَّبِيلِ!
وتَقْطَعُ مِنْ لَحْمِها للْجِياعِ،
إِذا لَمْ تَجِدْ!
وأُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي تَنْطَحُ الصَّخْرَ في اللَّيْلِ،
أَوْ تَمْسَحُ الطُّرُقَاتِ الْحَزِينةَ،
أَوْ تتَحَسَّسُ دَرْبَ النُّجُومِ ...
وتَعْلُو بِها لِلأَبَدْ!
وأُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي يَكْبُرُ الْحُرُّ فِيهَا،
وَ لاَ يَصْغُرُ ..
والَّتِي تَرْتَوِي مِنْ دَمِ الشُّهَداء،
وَلاَ تَسْكَرُ .. !
والَّتِي لَيْسَ فِيها " شَقِيفُ!"
ولاَ جائِعٌ أَوْ طَريدٌ ولاَ مُضْطَهَدْ!
وأُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي لاَ أَرَى فِي مَجَاهِلِهَا..
طائِرًا حَائِرًا لَيْسَ يَدْرِي إِلَى أَيِّ حَتْفٍ يَطِيرُ
بِلاَ صَاحِبٍ أَوْ سَنَدْ!
وَأُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي لاَ تَرُدُّ بَنِيها ..
ولاَ تُغْلِقُ الْبَابَ،
حتَّى يَعُودُوا جَمِيعًا إِلَى حُضْنِهَا طَيِّبِينَ
ولاَ تَقْطَعُ الْحَبْلَ، حَبْلَ الرُّجوعِ، لِمَنْ غَرَّهُ الذِّئْبُ ...
مَهْمَا جَفَا، أَوْ نَأَى، وابْتَعَدْ!
وأُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي ...
تَعْرِفُ الشُّعَرَاءَ جَمِيعًا،
بِأَسْمائِهِمْ وَ بِأَوْصَافِهِمْ .. !
مِثْلَمَا تَعْرِفُ الشُّهَدَاءَ جَمِيعًا،
بِأَسْمائِهِمْ وَ بِأَوْصَافِهِمْ .. !
وأُحبُّ البِلاَدَ الَّتِي ... لاَ تَرَانِي ...
ولاَ أَدَّعِي أَنَّ لِي فِي النّهايةِ،
أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَخْصٍ بَسِيطٍ يَعِيشُ عَلَيْها ..
بَغَى أَوْ طَغَى أَوْ زَنَى ... أَوْ سَجَدْ! !
فَكَيْفَ إِذَنْ للَّذِي أَسْكَرَتْهُ الْقَصِيدةُ، وَالْجَوقةُ الصّاخِبَهْ
أَنْ يَقُولَ، كَمَا قَالَ، أَوْ يَعْتَقِدْ؟ !
أَنّهُ، كَائِنًا مَنْ يَكُونُ،
" يُحِبُّ الْبِلاَدَ كَما لاَ يُحِبُّ الْبِلاَدَ أَحَدْ!"لَسْتُ مِنهُمْ أَنا ..
لَسْتُ مِنْ هؤلاَء الَّذِينَ يَتِيهُونَ مِثْلَ السَّكَارَى ..
ويَرْغُونَ مِثْلَ الزَّبَدْ!
شُعَرَاءُ، يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ في مَجالِسِهِمْ،
ويُدِيرُونَ فوْقَ الرُّؤُوسِ كُؤوسَ النَّكَدْ!
شُعراءُ يَحُطُّونَ مِثْلَ الذُّبابِ على الدَّمِ،
أَوْ يَغْمِسُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي .... مَواضِعَ شَتَّى ...
ويَأْتُونَ شِعْرًا رَدِيئًا، بَذِيئًا قَمِيئًا ...
بِلاَ وَالِدٍ أَوْ وَلَدْ! !
هَؤُلاءِ الَّذينَ تُجَمِّعُهُمْ حولَ سَقْطِ الْمَوائِدِ،
رائِحَةُ التَّبْغِ والْغَنَجُ الأُنْثَوِيُّ،
ومِلْحُ الْجَسَدْ!
وتُجَمِّعُهُمْ حانَةٌ في الشّدائدِ،
أَوْ عَرَقُ الْعاهِراتِ بِلاَ مَوْعِدٍ ...
وَ يُفرِّقُهُمْ دَمْعُ هذا الْبَلَدْ .. !
لَسْتُ مِنْ هؤُلاءِ أَنا ...
لَسْتُ فيهِمْ أَحَدْ!
ولَسْتُ مِنَ السّادةِ الْعابِثِينَ،
وَ لاَ أَسْتَسِيغُ حَدِيثَ الْحَداثَةِ وَ الْمُحْدَثِينَ ..
ولاَ أَحْمَرَ الشَّفَتَيْنِ عَلى طَرَفِ الْكَأْسِ،
أَوْ بَذَخَ الْجِنْسِ في أَيِّ نادٍ ..
بِلاَ خَجَلٍ أَوْ عُقَدْ!
لَسْتُ مِنْهُمْ أَنا أَوْ إِلَيْهِمْ ..
ولَسْتُ أَنا مَنْ يَقُولُ:
" نُحِبُّ الْبِلاَدَ كَما لاَ يُحِبُّ الْبِلاَدَ أَحَدْ!"
مَا أنا صالِحٌ في ثَمُودٍ،
لِأَزْعُمَ أَنِّي ..
" أُحِبُّ الْبِلاَدَ كَما لاَ يُحِبُّ الْبِلاَدَ أَحَدْ!"
إِنَّنِي يَا رفيقُ أُحِبُّ الْبِلاَدَ ..أَجَلْ !
غَيْرَ أَنِّي ..
أُقَدِّرُ أَنَّ الْكَثِيرِينَ مِثْلِي
وأَكْثَرَ مِنِّي أَنا – رُبَّمَا – أَوْ أَقَلَّ،
يُحِبُّونَ هذَا الْبَلَدْ!
لَيْسَ عَيْبًا بِأَنْ لاَ نَكُونَ جميعًا علَى شِرْعَةٍ واحِدَهْ ..
إِنَّمَا الْعَيْبُ أَنَّا ..
نُصَادِرُ حُبَّ الْبَلَدْ!
وَ لَسْتُ أُحِبُّ الْبِلاَدَ الّتِي يَمْدَحُونَ ..
بِلاَدٌ ... نَراهَا فقَطْ فِي القصائدِ،
والْخُطَبِ الْمَلْحَمِيَّةِ، والْكُتُبِ الْمَدْرَسِيَّةِ،
فِي المَهرجاناتِ، والْمَسْرَحِ الْبَلَدِيِّ
وفِي شَرِكاتِ التَّوحُّشِ، أَوْ قَنواتِ الدَّعارةِ،
والنَّمَطِ الْمُسْتَبِدْ!
أُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي تَعْجِنُ الْخُبْزَ مِنْ قَمْحِهَا ..
وَ الَّتِي تُرْضِعُ الْبِيدَ مِنْ جُرْحِهَا ..
والَّتِي تَحْرُسُ النَّائِمِينَ جَمِيعًا،
وتُوقِظُهُمْ في الصَّباحِ علَى مَا تَعِدْ!
وَأُحِبُّ الْبِلادَ الْعَمِيقَةَ،
تِلْكَ الَّتِي تتَكدَّسُ في شَارِعٍ ضَيِّقٍ،
قُرْبَ مَبْنَى الإِذاعةِ والتِّلِفِزْيُونِ،
مَنْسِيَّةً فِي شُقُوقِ الرَّحَى ...
لاَ يَراهَا أَحَدْ .. ! !
وَأُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي تَكْتَفِي بِالْقَلِيلِ،
وَ تتْرُكُ أَبْوابَها .. كُلَّ أَبْوابِها في الْحَوادِثِ،
مُشْرَعَةً لِلسَّبِيلِ!
وتَقْطَعُ مِنْ لَحْمِها للْجِياعِ،
إِذا لَمْ تَجِدْ!
وأُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي تَنْطَحُ الصَّخْرَ في اللَّيْلِ،
أَوْ تَمْسَحُ الطُّرُقَاتِ الْحَزِينةَ،
أَوْ تتَحَسَّسُ دَرْبَ النُّجُومِ ...
وتَعْلُو بِها لِلأَبَدْ!
وأُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي يَكْبُرُ الْحُرُّ فِيهَا،
وَ لاَ يَصْغُرُ ..
والَّتِي تَرْتَوِي مِنْ دَمِ الشُّهَداء،
وَلاَ تَسْكَرُ .. !
والَّتِي لَيْسَ فِيها " شَقِيفُ!"
ولاَ جائِعٌ أَوْ طَريدٌ ولاَ مُضْطَهَدْ!
وأُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي لاَ أَرَى فِي مَجَاهِلِهَا..
طائِرًا حَائِرًا لَيْسَ يَدْرِي إِلَى أَيِّ حَتْفٍ يَطِيرُ
بِلاَ صَاحِبٍ أَوْ سَنَدْ!
وَأُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي لاَ تَرُدُّ بَنِيها ..
ولاَ تُغْلِقُ الْبَابَ،
حتَّى يَعُودُوا جَمِيعًا إِلَى حُضْنِهَا طَيِّبِينَ
ولاَ تَقْطَعُ الْحَبْلَ، حَبْلَ الرُّجوعِ، لِمَنْ غَرَّهُ الذِّئْبُ ...
مَهْمَا جَفَا، أَوْ نَأَى، وابْتَعَدْ!
وأُحِبُّ الْبِلاَدَ الَّتِي ...
تَعْرِفُ الشُّعَرَاءَ جَمِيعًا،
بِأَسْمائِهِمْ وَ بِأَوْصَافِهِمْ .. !
مِثْلَمَا تَعْرِفُ الشُّهَدَاءَ جَمِيعًا،
بِأَسْمائِهِمْ وَ بِأَوْصَافِهِمْ .. !
وأُحبُّ البِلاَدَ الَّتِي ... لاَ تَرَانِي ...
ولاَ أَدَّعِي أَنَّ لِي فِي النّهايةِ،
أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَخْصٍ بَسِيطٍ يَعِيشُ عَلَيْها ..
بَغَى أَوْ طَغَى أَوْ زَنَى ... أَوْ سَجَدْ! !
فَكَيْفَ إِذَنْ للَّذِي أَسْكَرَتْهُ الْقَصِيدةُ، وَالْجَوقةُ الصّاخِبَهْ
أَنْ يَقُولَ، كَمَا قَالَ، أَوْ يَعْتَقِدْ؟ !
أَنّهُ، كَائِنًا مَنْ يَكُونُ،
" يُحِبُّ الْبِلاَدَ كَما لاَ يُحِبُّ الْبِلاَدَ أَحَدْ!"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى