بشير عزالدين - بالأمس كُنت أسيرُ..

بالأمس كُنت أسيرُ علىٰ طريق ٍ
كُتِبَ عليهِ
من هنُا بوابة التاريخ
سلكتُ الطريق فوجدتهُ
طريقًا يضجُ بأصواتِ الأموات
فاقدي الأكفان والشواهِد
لا شئ هُناك سِوىٰ أموات
يتصارعون علىٰ كفنٍ واحِد
وشواهدٍ خالية مِن النحت
المُنمقِ والجمال!
نفس الطريق
كانَ يضجُ بأصواتِ أرجُلِ
أحصنة المغول والبرابِرة والتتار
فوضىٰ تعُم كُل أرجاء المكان
فهُناك هولاكو يُنادي ماتَ جنكيز
وأنا الزعيمُ ها هُنا
في الضفةِ الأُخرىٰ يُنادي طارِقٌ
هيا بِنا للأندلُس فالفتحُ قد باتَ قريب
وأنا أُشاهِدُ في ذهولٍ واِرتعاب
كُلّ المشاهِد مُرعِبة
تدعوكَ للخوفِ الرحيم
في منتصف تِلك المشاهِد
همسَ الجميع في أُذنِ بعضهِ
باللُّغةِ الجريحة آنذاك
وأنا أقفِ في حيرةٍ من أمري
يا تُرىٰ ماذا هُناك؟
عم الغُبار كُل المكان
وعلا الهُتاف الله أكبر
إنه ُ جيشُ صلاح
حطينُ رافعةً علامة نصرها للِمُسلمين
وأنا خرجتُ من هُناك
سأعودُ يا تاريخ قريبًا
إلىٰ اللِقاء.

#ودالأستاذ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى