أحمد مكاوي - عهود الهوى.. شعر

ضاعتْ عهودُ الهوى بين الخياناتِ
لا وصلَ يطرقُ بابي من حبيباتي
أهديتُها الروح والعينينِ في فرحٍ
لكنها كفرَت بالقلبِ والذاتِ
لو كانَ عنديَ أموالٌ لما هجرتْ
قلبي على لججِ المستقبلِ الآتي
الحظ طلَّقَني والهمُّ جالسني
والغمُّ صارَ صديقًا في كتاباتي
وا حسرتاهُ على وجهٍ وثقتُ به
فزادني ألمًا فوقَ المُصِيباتِ
أخلَصتُ لكن رَمَتنِي في مصائِبِها
والعشق أنزلَني في قبرِ أمواتِ
وكنتِ في سننِ العشاقِ أوردتي
من حرَّفَ الآيَ في أسفارِ توراتي
الدمعُ حاصرَ أجفاني بفرقتِها
والرأسُ شابَ وضاعت كلُّ لذاتي
قطعْتِ أسماءُ خيطَ العشقِ في كبدي
ولم أظنّ ستجري منك آهاتي
كتّمتُ جُرحكِ يا أسماءُ في جسدي
وكم صرختُ على ألحانِ ناياتي
أذوبُ والبدرُ يبكي بين قافيتي
والليل أسدلَ في النورِ العباءاتِ
فظلمةُ الهجرِ لا نجمٌ ولا قمرٌ
يضيءُ فيها ظلامًا في جراحاتي
تركْتُ أهلي وحيدا جئتُ بلدتَها
ورفرفتْ في سماءِ الحِبِّ راياتي
فأبحرتْ في محيطاتِ الهوى سفني
والريحُ هبّتْ على عكسِ اتجاهاتي
تأرجحَ الحظُّ والأمواجُ تعصفُ بي
وحطّمَ اليأسُ في الدنيا شراعاتي
أنام والحزنُ مرسومٌ على شفتي
وغيّرَ الوهمُّ في الدنيا حساباتي
سفينة كنتِ يا أسما بأوردتي
تجري ببحرِ الهوى والقلبُ مرساتي
ماذا يضرُّكِ لو حققت لي أملي
وعشتِ في كنفِ الأحلامِ مولاتي
يا لوعتينِ على كأس شربتُ به
حتى سكرتُ بنيران الخياناتِ
أكلم الشمسَ والأقمارَ في خبلٍ
وأعشق البدرَ في بطنِ السماواتِ
شيطانةٌ سَلبتْ في الليل قافلتي
وجردتنيَ من كل الملذاتِ
قرصانةٌ نهبت في البحرِ باخرتي
وأغرقتني وقالت إنّكَ العاتي
أهيم في الليلِ والأذكارُ تجلدني
وينفثُ الصبحُ كالأفعى بكاساتي
لا الليلُ يرحمُ عشّاقا به فتنوا
ولا الصباح تَنَحَّى عن معاناتي
حلفْتِ في ليلةٍ أن تخلصي أبدًا
لمّا وثقتُ بها كانت نهاياتي
رأيْتُها بثياب الطهر ظاهرة
وأضمرتْ في حناياها المصيباتِ
حمامة سقطتْ في شرْكِ صائدها
لكنها ظهرتْ أدهى الحماماتِ
بنيتُ في الحب محرابا نلوذ به
لكنها سجدتْ في معبد اللاتِ
يا قلبُ لا تبكِ محروقا بخائنةٍ
إليكَ مني على الماضي اعتذاراتِي
يا نفس كفّي عن الأحزان وانتظري
بعد الشــــــتاء ربيعـــا للنباتاتِ
قلبي يشنُّ بأعماقي مظاهرةً
لا القلب يخبو ولا تسجو اعتصاماتي

أحمد مكاوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى