يسير بمحاذاة الشاطئ، يحمل شوالا ثقيلا على ظهره الصغير، تبحث عيناه الذكيتان عن زبون، حين يتوسم في أحدهم الطيبة، يسرع نحوه، يبتسم له في براءة، يخرج بضاعته، يستفيض في ذكر محاسنها التي لا تملكها، لا مانع لديه من استخدام بعض القفشات الضاحكة، أو اللجوء للتوسل والكذب أحيانا، فلا يفاصله في الجنيهات القليلة التي سيأخذها، حتى يقتنع الزبون أخيرا، فيدس يده طواعية في جيبه، ويمنحه ما يريد.
تتسمر قدماه أمام تلك المرأة التي تجفف ابنها الخارج لتوه من البحر، يراها تشبه أمه الراحلة في صورة قديمة يخبئها عن زوجة أبيه الطيبة، لو كانت شريرة لتركته يعيش في الشوارع عيشة الكلاب ولكن قلبها النظيف منعها.. هكذا تخبره كل مساء قبل أن ينام.
تحتضن المرأة ابنها، ثم تنتبه لذلك المتأمل في هدوء، تسأله عن عمره، يخبرها أنه ثماني سنوات، تربت على يده في حنان، تطلب أن ترى بضاعته، يخبرها في صراحة أنها بضاعة رديئة لا تناسبها، تبتسم له، تمنحه ورقة مالية كبيرة دون أن تشتري، يتمنى أن يخبرها أنه في حاجة لاحتضانها لتصبح صورة أمه من لحم ودم، لكنه يكتم أمنيته! يأخذ الورقة المالية شاكرا، وما أن يوليها ظهره حتى تتساقط دمعاته.
تتسمر قدماه أمام تلك المرأة التي تجفف ابنها الخارج لتوه من البحر، يراها تشبه أمه الراحلة في صورة قديمة يخبئها عن زوجة أبيه الطيبة، لو كانت شريرة لتركته يعيش في الشوارع عيشة الكلاب ولكن قلبها النظيف منعها.. هكذا تخبره كل مساء قبل أن ينام.
تحتضن المرأة ابنها، ثم تنتبه لذلك المتأمل في هدوء، تسأله عن عمره، يخبرها أنه ثماني سنوات، تربت على يده في حنان، تطلب أن ترى بضاعته، يخبرها في صراحة أنها بضاعة رديئة لا تناسبها، تبتسم له، تمنحه ورقة مالية كبيرة دون أن تشتري، يتمنى أن يخبرها أنه في حاجة لاحتضانها لتصبح صورة أمه من لحم ودم، لكنه يكتم أمنيته! يأخذ الورقة المالية شاكرا، وما أن يوليها ظهره حتى تتساقط دمعاته.