رضا أحمد - خسرت ثلاثين عامًا في جدولة أخطائي،

خسرت ثلاثين عامًا في جدولة أخطائي،
وظننتها وجوها تبتسم لي
الكدمات على جسدي،
أطعمت الشوارع أطرافي الباردة
وحين أفترقنا
كانت أمي تقرض الجارات مشيتي العرجاء
وتلقي في الكوابيس أقلامي وملابس عرسي،
هنا في عالمي الضئيل
سقطت مرساة بين كتفي؛
ثقيلة هي الأيام أن لم تكن تحب البحر
كقارب يتلعثم
كلما أجبروه على الغناء،
فشلت في صناعة وردة
تفني غموضها في جيب رجل
وفشلت كل الوعود الصغيرة، الكبيرة
وذوات المليار حجة لأصير كما الأفيال بروح مهذبة
تتفنن في التعزل بالعشب
وترضى بنصيبها من الرصاص،
ربحت عظامًا عادة ما تتخلى عنك
حينما تقترب من الكلاب؛
ذراعي مثلا أرجوحة
ولا ولد شاطر أختصره في لهفة حضن،
قلبي امتلأ بالأسماء حلوها ومرها
لم أع أنني أتذكر
إلا حينما صار للألم دما ولحما
وحياة تتململ في عظامي،
في يوم آخر
وفي رواية أخرى كنت أنا الذئب
وأنتَ القفص والقناص والفريسة يا وطني
وكانت أمي تضحك؛
السيرة الذاتية لشجرة عائلتي مخجلة لشتلة قلقاس
ما بال أغنية حزبية ينفقها علينا بسخاء الراديو
ليكمل تاريخي المرهون للأمراض والسجن
وتاريخك المفقود في صفحة الوفيات
وورش الحداثة ومطابخ اليأس،
وما من منتصر إلا ويزرع صف غربان حول القصر
وتحت المائدة
وبين يدي الطباخ
ويجبرنا على الأكل
وعلى البكاء حين يتكلم
وحين يفقد أنيابه
يصف الغربة بالملاذ الآمن،
يخسر المرء عاداته السيئة في الوحدة؛
سبق أن وضعت قلبي تحت السجادة
مشيت فوقه أربع خطوات إلى الباب
ولم أعد إلى الآن.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى