هند زيتوني - تشابه.. شعر

تتشابه حياتي مع حياة شخصٍ غريب
يعيشُ على كوكبٍ بعيد .
يعشق صناعة الأقلام من ثدي شجرةٍ هرمة
يحبّ قراءة الكتب التي لم تكتب بعد ...!
يقطف الفاكهة المحرمة ويجففها ؛
ليبيعها في السوق السوداء
يدفن عمره كل يوم في حفرةٍ عميقة
كي لا تستيقظُ جنيات شعْرِه .
أعرف جيداً أنني لا أشبه أحداً
أجرُّ جسدي بصعوبة،
وأخبئ رأسي قبل أن أنام لكي لا يُصابُ بالذعر
لم أكن أعرف بأنني صاحبة مزاجٍ سيء
ابتسمُ في النهارِ كثيراً
وأحزنُ عندما أغرقُ في موج العتمة
أشعر بالقلق لو ذكرني أحدٌ بمعنى الحرّية .!
أو بقصيدة سيئة كتبتها لأنجو من كابوسٍ طويل
عندما يأتي الليل أمزّق صور الأحياء
و الأموات الذين زاروني في الحلم وأعيدهم إلى حفلتهم الهادئة .
اُحبُ أن أصنع عطري من أزهار الحبّ الخالدة
أقرأ عن كاتبٍ يهوى صعود النهايات المؤلمة
وأحضر الأفلام التي تنتهي بنهرٍ من الدموع
كل الأصدقاء الذين عرفتهم
كانوا غاضبين من الحياة كثيراً
رموا زهرةَ أيامهم الذابلة في النهر
كي ينسوا وجه الزمن المرير .
لو لم يصنع بروميثيوس الرجال
من الطين لكان هذا العالم أكثر أماناً وفرحاً
لو لم يسرق شعلة النار من جبال الأولمب
لما حصلت كل هذه الحروب في الكون
علينا أن نغيّر بعض الكلمات لننجو من الحزن
كأنّ نُسّمي الموت ... نزهةً قصيرة إلى حديقةٍ مجاورة
ونسمي الرعد ... قتالاً قصيراً بلا أسلحة
الشمس الحارقة ... رغيفاً كبيراً من الخبز
المرأة العاهرة .... أنشودة صعبة على الفهم العميق
الرجل العنيف ..... نزوة تسري في عروق النساء .
الكذب ملحٌ يجعل الأكلَ لذيذاً
الوطن ثوبٌ يقي برد الشتاء وحرّ الصيف
الأقفال أفواهٌ لا تعرف غير الصمت الطويل
لو أننا تعرّفنا على الحبّ مبكراً
كان سيقودنا إلى شوارع العشاق
إلى البحر الذي لا ينهش ضحاياه
إلى الطريق الذي ينتهي بلقاءٍ حميم
لو تعرفنا على إلهٍ السعادة لمنحنا تفاحة الفرح الأبدية
وزرعنا على أرضٍ لاتموت فيها المواعيد .
ولكان العذاب كله حبراً على ورق

هند زيتوني .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى