عبد النور الهنداوي - أطول من اي شجرة على رصيف

تعاولوا/// نعلن عن يوم الجنون الكبير
ونتناول الخيال بالملاعق
الطرقات التي تريد أن تخرج من مكان ما
خرجت من فمي ///
حاولت جاهداً //// أن أجرّ وجهي إلى مكانه الطبيعي
وأحلم بدمٍ جسورٍ يتهيّأ للإرتفاع .
لجأت إلى رغبتي /// في كيف أخلط الخرافة // مع الطحين
والهذيان // مع زجاج الجِوار
ثمّة مكان في قلبي
وامكنة لتوزيع الصدقات المظلمة //
كنت أدعو جسدي للإستيقاظ/ ليلتقط الخجل الذي حطّم الفضائح
ولم أكن وحدي حين زرت ملابسي
كنت عاشقاً للأجراس النائمة في الثلج
اتبادل عن قصدٍ الأوسمة / وروائح الموائد المجوّفة / واحشاء التماثيل
طيلة أيام كاملة //
وانا أنتظر أي شيء يهبّ دون رائحتي
وفوق رأسي غيمة لحم / سقطت سهواً على مائدة تشبه الصارية
ولضرورة النعاس الذي لازمني
مارست الغوص في غربتي بجدارة
لاتدفّق كالشوارع القديمة
وأتطاول كمآدب اعراسنا/// وعناق النائحات
كان عليّ أن اوزّع ملكيتي من الماء/// على رفوف الأسلحة
ودفائن الضحايا
الوقت يجب أن ينام في مكان آخر
فيما الهدوء الذي لازم الملاعق الطائشة//
صار ضلّاً للوحل الذي ربيناه كأطفالنا
كنت اودّ أن أكون بين الحائط//// ورغبة الحائط
بين شوارع فاتنة // ../
وذكريات الأبراج
بين أن أكون ساخناً وسط الحرب
أو///
ملطّخاً بالرماد// ومسافة الرماد
لقد بادلت صوتي بكهف
وسويّت من الأمس///
شجرة برعمت بزوال///.
انا لست قيلولة الدم
في أذهاننا// لهاث ينطوي على كثير من البركات
وعلى عواء//أسّس علاقات بنيوية مع المخمل
عِظامنا// تلاحقنا/// ريثما ينتهي كل شيء على ما يرام
ولا خيار إلاّ البقاء في غرف النار/.
آن الأوان// لإعادة النظر في عيوننا/
وأن نحتفظ بالجنون// لننتج التعاويذ والأقنعة.
سأقتفي أثر الكمائن التي لها شكل الذباب
لأنثر الأسطورة على العراء ///.
مرايا خشبية /// لزهر البنفسج //
بلبلة في الفصاحة // لامتطاء الفراغ الجارف /// لدهشاتنا
الترجّل عن صهوة الغيب// لنتسلّق الندم الذي سقط في الأدمغة الباردة
سأخضّب وجهي /// بالإشارات ت الإلهية التي ما زالت ساخنة /// في الأسرّة
ذا // هو الضوء يصطدم بكيانه المرّ
يمتدّ// ويمتدّ في كلّ الأرض
معلناً عن توبة تلتمع في الغيهبية // وأطراف الأعماق // والملذات
كنت ملازماً لهذا السَفَر الخصيب
أسرّح بصري القابل للإنفجار
بإيماءة/ احتضنها / ليومٍ عميق مشبع بالصرير// وأصابع
الأبعاد
التراب الذي تحدثّت عنه كثيراً
تحته هجمات تقطن الذاكرة
أردت نفض الغبار /// عن حجر بتول////
وعن أمام بحاجة إلى عكّاز من القصب الشريف
ولأنني تحدثتُ عن آلام أصابعنا البدينة
صنعت ناراً لآلاف السنين
للإعتراف// أنني لا زلت ألهو في إيقونات نائمة فوق ظهورنا
يا للوحل الذي يكاد يغمرنا حتى أكتافنا ///
ماذا اقول للأيدي التي تتسوّل الأضرحة
لأبادل الإهتراء
بقطعة مستقيمة من الثلج.
الزوايا التي خِلتها ممتلئة بالكلمات//
نَذَرت نفسها// لرغبة اختلطت بالحليب// والخلوات المخفوقة بمراسم الدفن //// والبرابرة
الوجع رأيته يقايض سواداً// مجلّلاً بالسواد
اللغة رأيتها تغسل نفسها/// بأشكال عديدة من النهايات
المرايا أيضاً/// لها نصيب من تكسير نفسها لنفسها
حتى الغيوم الصريحة// لها آراء في كيفية صياغة المعجزة /
والتصدّي للهزائم الملثّمة
/// كتبت مرة عن لحظة الطين/ النائمة تحت الجلد
وعن الأنهار // قبل وبعد الرحيل
وعن القمر الذي تحوّل إلى هتاف
إنها صفقة طيبة القلب ////
بين صناعة القذى//
والقبلات التي تحمي أجسادنا بالمطارق
قناع خشبي على وجه التاريخ
وانا ما زلت امدّ يدي لحائط المقبرة
إنّه بذارنا الخشن// لزرع الأيام الدافئة في الكآبة
إنّه الذي تبجّح في الأسئلة/ وتطاول على مضاجعة الظلام
وصار شفّافاً/ لئلّا يجفّ السعال
حتى الهولوكست / عجز عن استقطاب الدم / من هيبة الغموض
يا آ آ وجهي الذي صار حفرة ملأتها حيناً بالفراغ// وحيناً آخر
بالأنين
لم يبق من حلٍّ سوى الإنتظار .
أنا إبن الأصوات المزركشة بوحيد القرن
الصائرة ورد// لتغطية الفراغ / والطوفان/ وهندسة الأشباح
سأحاول إن استطعت / أن أحوّل الجثة// إلى قطعة نظيفة من الغيم
ولن انتظر ما يقوله الطير للأجنحة
قليل من الظلّ/ ومدن الظلّ// لكي لا اتحوّل مطحنة للتراب
لأن المدن الساخنة/// ليست هي الثقوب الساخنة
لقد تشتّتت أصابعي
وصرت ألاحقها من رصيف إلى رصيف
ليكتمل غسيل الجلجلة/ وإعادة تشكيل الخوف/ خوفاًعلى الخوف
القبلة صارت فماً للجحيم
والوردة زوجة للحلم
العبقرية بادلت تفسها/ بأساور الطاغية// وزخرفت عنقها
بفصاحة لها شكل نار
العقل الباطن/// تحدّث عن دورة دموية لجبل//
والتاريخ // تحدّث إلى مدخنة
المايسترو// قاد سيمفونية تقصم الظهر
فيما خطأ ضئيل في المقبرة
صنع اللحظات المهيّبة للضحيّة
يا أيتها المطرقة الضاحكة
الديدان العقائدية /// وَشَمَت الوداع/ والمعاطف المنفوخة/
والرموز/والأضرحة/ و متاحف الدم/ والطيور التي رافقت
صفصافها
كي تختار لون الصرخة / ولون المستنقعات
انا خائف من طعامنا ما اللزج
ومن هذا الهبوط المروّع للهراوات
هنالكَ/ او هناكَ/ او هنا
لحظات تأخرت في العثور على مكان لإنتاج الكهنة
يارب//
لم يبق لدينا غير الأدعية التي في اللاوعي
وصناديق معبأة بالهبوب / وظِلال الظِلال
لقد تحولت إلى كائن من الأسئلة الملونة
لأحتمي بالأشياء التي جاءت من الزلزال.
عندي دم للإيجار
وموسيقى لصناعة اللحم من الحجارة
وأظافر فارعة الطول/// للملل/ والهمجية
لاأحد يبالي بضرورة الإنفلات من الفزع
وأن نصنع من المجد//
ضوءاً/ مموّهاً/ انقلبَ تدريجياً إلى كمية من العِظام المستهلكة
الصُدَف أكلت سفوح ايدينا
وَفَتَكَت بغمامنا //ودلالاتنا التي ابتلعت طيورنا
يحدث هذا في إعادة الهيكلة للخوف//
وللخزف الفخور/بأحاديثه عن أشكاله الجديدة
و..رائحة الأحبة /// والتنبؤات المهولة .
الدموع// ابواب مفتوحة على الدموع
والوحي الذي بدأ بالتشكّل / بين الدم المعصوم/ وبين حقّه
في الكلام
رفرف بين أكفاننا // وأفرط بيقظته التي شوّهت حاّفة الرهان .
لا انساب لي // لقذف الإفصاح على أواني " الشطار والعيارين"
ونزوات الأحباب
أنا صديق الأصابع المسلوخة // وتساقط الطيور الفادحة//
وما تركه اليمام من قَصَبٍ//// وسلام
انا حائط يسيل نحو فم النهر
قاع مشطوب من " روزنامة " الغد
ظلٌّ يدلف ليل نهار /// بالمجون والرصاص
كنت رائعاً وانا في أعالي الغروب
أغوص في الصوت ///
ويدي تكتب عن جَلَبَة وفيرة من النوم // والظلمات
هنا يبقى قلبي...//
حتى وانا أتامّل هذا البعد الأزليّ للفرح
غارق في النزف // والتواءات الظِلال
ففي كل قطعة من الخطاب
فلسفة تتململ// وراء الرخام
وازمنة فائقة تهرّ من بعضها البعض
/// وإذا ما فكرّت في الوقوف على حاّفة الهيكل ////
محاولاً استعادة/// دم الأحصنة
دموع كثيرة // لإعادة هذا الدم
على شكل طريق/// اسمه العار
سألاحق الرياح لأتصفّح وجهها
وأحاور الخشب الثريّ / عن الذي هبط بقدميه// فوق الوصاية
لاستبدال النُذُر// بصباح ساقط
قلت لفمي: // انا آيل للإنكسار
اخلط الإرتجاف/ بالوحل/
وأقول للذي يلاحقتي/// سيدي الخجل
ثمّة اشياء مبهمة تنبعث من الطين // وبقايا الطين
- خيطان عارية الظهر
- لحظات خارقة خشنة
- اجساد جميلة وترتدي ربطات عنق حجرية
- طريق يشبه طريق الحرير/ // تداخلَ خِلسة مع بائعي السراب
- أصابع تسولت كميات قليلة من الوقت // ورغبات تقيأت
الكراهية
لست وحدي الذي صادق الادغال الدافئة// وتواطأ مع الصدأ
ليؤجّج الأرصفة التي غالباً ما تكون دون اسنان
كنت آمل أن امدّ أنابيب هواء للمقبرة
أو اللعب بالخلاخيل التي تسرّبت من بهائم تسير على غير هدىً
أستطلع وجوهاً لا تجيد الفرار من قرارات تعاني من نقص في
العبقرية
التثاؤب / والصخب/ لحماية رقصنا الرثّ
تاركين كل أشيائنا في دروب الآلام
حتى اللحظة الأخيرة من آخر الكلام؟//
وانا اعيد النظر // بترهّل الرؤيا//// لأترك أصابعي منهمكة
في وصف الشفاه الباردة
ما وراء هيكليَ العظميّ// هو " ما " أمام هيكليَ العظميّ
ومواصلة الحديث عن نجاحنا في تنحية الدم جانباً ///كالحديث بشغب عن رفاهية المعركة
ثمة وراء يتدلّى من الذاكرة
وجنون ظلّ في مكانه // حرصاً على الأسطورة الأكثر اتساعاً
من الحطام //
قال لي وجهي :///
سأتحوّل من نقش على شاهدة// إلى رماد كسول
أو
كبْتٍ بائس// أغشاه التراب الهادئ/ الهائل/ القليل الكلام
إنها النبوءة المطمئنة / للطيور المعجونة بالنسيان // وفهارس
الفتوحات/ وخَرَزِ القياصرة
بصراحة ///
وللضرورة القصوى// قتلت اللهاث
لأستمع إلى بكاء مجلّل بالندوب
ولهشاشتي//
فتحت ملجئاً ضائعاً في الوعي
وزغاريد// تتحاور/ عن لون الشجر الذي سيزرعونه غداً
كم انت كبير أيها الصدى
أكلْتنا/// قطعة // قطعة// قبل أن نكون
ونقلْتَنا من السفوح/
/ إلى ازقّة مؤثّثة بالحياء
إلى ثريات متدلية / من النحيب
ومن لحظة اسمها إيقاع الغروب
إلى استنساخ اقل هولاً// من آنية ممتلئة بالفراغ
لقد تحدثّت كثيراً عن صيانة الأزل
وعن ضحكة الغياب //
والخوف من تداخل الليل // بالنهار
وكالليل الذي صار خطيئة لا متناهية ////
لم اتحطّم كثيراً//
تعلمت كيف اقول للفراغ// أيها الفراغ
وللبكاء//
انا لا احتاج إلاّ التخلّص من رموشي //لكي لا أقترب من القمم
تآكلت لحظة // بلحظة
وغطيّبت نحيب اليتم// بالأناشيد الباسقة///
ونظفّت غيبوبتي / من أفئدة الغزاة/ وأساطيرنا المالحة
سأدخل في الضوضاء / بذراعين / شظايا
وسأطلب من قلبي // أن يدقّ إلى الأبد
انا قرّرت أن أكون جزءاً من لوثة النهاية
لأقلّل من كمية الهروب الذي لا يمتلك الأجوبة/ ولا الحياء
على الأقل////
أن أدفع بكل قواي// الظِلال التي تلاحق الأسرار
لأظلّ
أطول من اي شجرة على رصيف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى