المصطفى المحبوب - كل يوم أنتظر قدوم زوار أو لصوص على طاولتي

كل يوم أنتظر قدوم زوار أو لصوص على طاولتي
ربما استطاعوا جلب بهارات أو مسروقات تجعل طعامي مختلفاً عن طعام جيراني او على الأقل
افضل من طعام الأيام الماضية ..
مطبخي المزعج ينام من زمان بهذا المكان
يتسلى بإعادة ترتيب توابل البلدان التي زارها
لم يسبق له أن تشاجر مع مطابخ الحي
أو سرق فحما من الدكاكين المجاورة
أما نظرات الجيران فصارت ثقيلة مثل جثت
لفظها البحر ..
حتى أُرضيهم تخليت عن كل توابلي
وكل ما اشتريته من أغراض ..
حتى أواني الطبخ استبدلتها بأخرى فخارية
حتى لا تصلهم أصوات خضري الطرية
ونكهة طعامي المزعج حتى أصبح بيتي شبيها
بطفل نحيف ..
حتى أتجنب نواياهم فكرت في تغيير مكانه...
حملته بعيدا بمساعدة متطوعين
وأغلقت نوافدي بما تبقى لي
من أسرار أَلِفَت النوم بجانبي ..
أهم شيء الآن
أني أملك بيتا بدون مطبخ
لم أستطع استئجار طباخ ..
ربما عرف كيف يحتال على أذواقهم
ربما استطاع إرضاءهم بوجبات دون علمي ..!
حتى هذه اللحظة لم أستطع القيام بأي شيء
سوى أنني فتحت حسابا بالمطعم الموجود
بالقرب من بيتي ..
الآن وفي هذه اللحظة
يقف أمامي النادل بلباسه البسيط
حاملا فاتورة الشهر وإنذارا من صاحب
المطعم الثخين..!

المصطفى المحبوب
المغرب.....
( نصوص قديمة ...)
ا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى