فوزية العلوي - عصر ما بعد الزنبق.. شعر

ليس لي الآن ما يؤسف
أوْيبدّد أشلاء روحي…
أنا الآن مثل المياه
التي نسيت نهرها فاستحالتْ خريرا
بلا أيّ صوتٍ
أنا الان فوق التمنّي
وفوق انتظار الفصول
وفوق الحنين إلى أيّ موتٍ
أنا الآن فوق احتمالات حتّى
وشتّان بيني
وبين أناي التي كسرت نايها لفراق حبيب
وأمست بلا أيّ نجم
لأنّ يديه التي كم تربّت
على تبرسندسها قد تداعتْ
وباتت هباء بلا ذاكرة…
أنا الآن بيني وبين اشتياقي
زحامٌ
ووطّنت نفسي على جمر ليسَ
أنا الآن لاخلْف يرجعني لجنوني
وما من أمامِ
أنا الآن في فلك من بياض
وما من سخام
يلطّخ قنديل روحي
أنا الآن
فوق التجنّي وفوق الملام
وفوق الرّحيل وفوق المقام.
أنا الان لا آن لي الا هذا
وما من مكان هنا في مكاني
وليس لكم أن تجيؤوا تباعا
لكي تربكواسفري في الزّمان
وليس لكم أن تعيثوا سؤالا
لماذا وكيف لها كل هذا …
أنا الآن أسري مبرّأة من حنيني
فلا تقذفوا أيّ همّ هنا في طريقي
ولا توثقوني…
لي الآن أن أتحدّى بياض الرّخام
وأصبح ثلجا
ولي أن أحاور زهرا قصيّا
وأمسي مضرّجة بشذاه
وأسكن مرجا
لي الآن في أيّ حين سبات
كمن ضيّع الاتجاه وأمسى وحيدا
ولي أن أهيم وأصبح موجا
أنا الان لا وجه لي غير هذا
فلاتقلقوا راحتي أو تقولوا…
أنا لم أعد من زجاج لكي تكسروني
ومابي مجاز
لكي تشعلوا وردة في دمائي
وما من نجوم هنا في سمائي
لكي تستظلّوا ولا تسألوني
عن الرّوح كيف تسائل أحباب روحي
وكيف تفيئ إليهم سباتا
وكيف لها أن تصير شتاتا
وكيف تراقص أسماءهم في العراء
ولا تسألوني عن الياسمين
ولا عن عصور الشّذى في ظنوني
فلا عين لي كي أراهم
وما من بنان
لألمس قطن الهوى في ذراهم
ولست أصيخ
لأسمع وقع السّرى في ثراهم
وما من لسان
لأشرب من خمرهم مشتهاهم
أنا في سماء وليست سماهم
وفي فضاء ولكنّني لا أعدّ خطاهم
أنا الآن لاشيء لكنْ
أنا الآن كلّي وبعضي وكلّ الوجود
أنا قرية من عبير الزنابق
وأرجوحة من غناء الرّعود
أنا كل هذا فلا توقظني
ولا تسألوا عابرا عن طريقي
فلن تدركوني
ولكن خذوا من عبيري قليلا
ولا تربكوني…

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى