أريج محمد أحمد - فلسفة الأمكنة ...

[SIZE=26px] [/SIZE]الأمكنةُ ... تسافر وتنتقل ... تتجولُ في خفة الفراش ...

تنسلخ من حالة الجماد وتحيا بارواحنا ...

تتماهى في وجدان كل منا فلا انفصال ابدا ...

(جُغرافيّاً هي نقاط على الخرائط عند تقاطع خطوط الطول والعرض) ...

تنتظرنا ... ربما عبرناها آلاف المرات ولم ننتبه ...

فقط عندما تخطوها القلوب وتغمرها التفاصيل ... يختلف الأمر

بيوتا تحوي اياماً و سنواتاً من العمر ... ميلادٌ ووفاة ... زوار سلامٌ ووداع ...

مقاهٍ على قارعة الطريق ... تستوطن الروح بفنجان قهوةٍ وركن مفضل ...

جامعةٌ ومدرسة... رفاق تفرقهم السبل تبقى صورهم و الاسماء نحتا على

جدران القلب والذاكره الذي هو نفسه جدار المدرسةِ والبيت والجامعةِ والمقهى ...

مقعدٌ على الشاطيء وشجرة ... بفرحة الموعد ووعد محب ودمعة مفارق يصبح شُرفة استكانة تتبعنا نأوي اليها بلا مواعيد او وجل ...
هي ملكنا إذ لا سلطة للوقت هنا ولا لطريق الوصول ...
يكفي فقط غمضة عينٍ واسترخاء ...

الأمكنة ...
هي من تسكننا ... تتجرد من كل تفاصيلها لترتدي ضحكاتنا واصواتنا ودموعنا و ابتساماتنا ووقع خطواتنا صمتنا وخوفنا ونومنا المتقطع احلاما وكوابيس .... فراغنا المميت وامتلائنا المُتخم حسا وشعور ...

تأخذ من دفء ارواحنا حبا ومن صقيعها اغترابا...

في دواخل كلٌ منا العديد منها ...
ازدحام مُرتب مدن وشوارع وبلاد مطارات موانيء ميادين كُرة أزقه وساحات حروبٍ صافرة انذار و رنين جرس وووو ...

لا تُثقل علينا ابدا بطريقةٍ ما هي في تجوال دائم معنا وبداخلنا ...
ونحن فيها ساكنين باقامةٍ دائمه بلا رسم دخول ولا تأشيرة خروجٍ ...بلا جواز سفرٍ أو حقيبه... نحن وهيَّ فقط...

أريج محمد احمد _السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى