أريج محمد أحمد - صلاةٌ لك..

[SIZE=26px] [/SIZE]أُصلي لأجلك ...
صلاةٌ لكَ وحدك ...
من دون العالمين ...
بلا تراتيل أو ترانيم ...
صلاةٌ لأجلك ...
تقدِس الرَّبَ وسِرهُ ...
وقُدرته على الخلقِ أجمعِين ...

صلاةٌ تُقيمها الروح ...
مكللةٌ بالدموع ...
لِتعبر بها كل المِساحات و كل الجِراح ...
تُزاوجُ القُلوب تحِلُها كرسُلِ السّلامِ والسّماح ....
لتعانقِ السّماء ...

صلاةٌ كل الأرضِ صالحةً لها ...
وما بين ..
أرضٍ و أرض ..
و جسدٍ و جسد ..
و سِحنةٍ و أخرى ..
و لونٍ و لون ...
ورعشةٍ و أُخرى ...
تَحِلُ صلاتي ...

صلاةٌ لكَ و حدك ...
صلاةُ الحُبِ وللحُبِ فقط ...
... نقيةً طاهرة ...
لا تعرُف عُنصرية زماننا البغيضْ ...
حدودَ السياسةِ و جوازات السفرْ ...
لا تعرِف اللغاتَ و السجون ...
و ركوبَ البحرِ ليلاً نحو شُروقٍ لن يكُون ....

صلاةُ عابِدٍ مُبتهِلْ ...
صلاةُ عاشِقٍ وأُمْ ...
صلاةُ ثائِرٍ و حائِرٍ يستدِلْ ...

كالموجِ هادرة ٌ ثائرة ...
ليأتي كل ما بعدها مكسُّور ...
حائطُ السجنِ و يدُ سجانِه ...
وتأشيراتُ السفرِ ولونُ البشر وكل اللغات ...

صلاةٌ لكَ وحدك ...
بِرُوحي أُصليها لك في كلِ حين ...
وما بين التقاءٍ رِمشٍ و رِمش ...
وشَهقةُ اللذّاتِ وزفرُ الحنين ...
أجِدُك أمامِي ...
تقودُك روحُكَ... سمِعتْ نِدائي ...
فصليتُ أكثر ...
حتى إرتوتِ الأرضُ مِن نزف العرق ...
فصليتُ أكثر ...

توَرّد خدِي من هطولِ الدُموع ...
فصليتُ أكثر ...
حتى تسرّبَ قلبي و هجرَ الضُلوع ...
حتى تناهى إليَّ همسُك ...
أحبك ..أحبك ... في كلِ وقتٍ و حين ...

فصليتُ أكثر ...
حتى شعرتُ مس الشِفاهِ الجبين ...
ودِفء اليدين ...

نظرتُ اليكَ ...
وفي كل عينٍ رأيتُ إنعكاسي كحباتِ لُؤلُؤ ...
تهابُ السّقوط ... مددتُ كفِي تلقيتُ نفسِي من مقلتيك خبأتُها بصدرك...

غفونا معاً ... حلُمنا معاً ...
أنتَ مليِكي .. سِري و جهرِي ...
وسِربُ فراشٍ يُحلِق حولي ...
وزهرُ غاردينيا بجنباتِ رُوحي ...

وثوبُ حريرٍ يُصارِع شيطانك أن اختطِفْها و طِرْ
فصّليتُ أكثر و أكثر ...
ليتَك تفعل ...

أصلي لأجلك ...
صلاة لكَ وحدك ...
من دون العالمين ...


أريج محمد احمد _السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى