أريج محمد أحمد - نوفمبر الحزين ...

طلبت منه أن يضعها بين محتويات حقيبة رحيل أشواقها اليه منديلاً مُحملاً بزهرات الاقحوان وسألته أن يتلقاها كلما أمطرت السماء حبتين من المطر ووعدته أن تذرفهما من عينيها ...


الحب في حقيبه ...
عقدٌ من الصدف لم يفارق جيدها لسنوات ...
خصلة من شعرها تميمةَ حبٍ يضعها في جيب قميصه قُرب القلب تماماً ...
أحبك كلمة نقشها على جدار منزلها قام جارٌ كثير الفضول والثرثره بمحوها فغافلته وجمعت ذرات الطبشور المخلوط بالرمال و أودعتهم في علبة خاتمها (الوعد ) كان له إسم ويحتل بنصرها دائما محيطاً بقلبها ...
قبلاتٌ عبر الهواء و إشارات نحو القلب عبرت وعبّرت و أرعشت ...
رسائلٌ معتقه مزخرفه معطره و أخرى مكدره بحبات العرق مذوباً حروفها ذات خوف و نشوة و قلق ...
و شُرفة وضوء يُضاء ويُطفأ في الليلةِ عشرات المرات ...
قبعة و قلم
خطوات و إيماءات تعثرٌ مقصود ...
صور مشقوقه إلى نصفين بلحظات غضب ...
وحبة كرز ...
خلخال من الفضه بأحجار تركوازيه وحبات ماء البحر التي علقت به عندما زين قدمها به تحت جنح ليلةٍ مسروقه ...
شالٌ أزرق مزين بحروفه الأولى و رائحة عنقه ...
الكثير الكثير ...
يسابق كل منهما الآخر ويجلب المزيد ...
فيبدي حبه للآخر بطريقة أفضح ما يكون ...
ويعتزمان الفراق ؟!
تكبر الحقيبه ...
ويكبر السؤال ...
من سيحتمل كل هذا العبء ؟
سيُزهر الأقحوان في نوفمبر من كل عام وتمطر السماء و تفصح الصدفات عن لؤلؤٍ مكنون ...
وتنمو خصلة الشعر لتستوي جديله ...
و يستيقظُ الوعد خاتماً و يتناثر الطبشور حباً على الجدران ...
يزدحمُ الهواء بالقبلات و الرسائل المُحلقه ...
و يومض الضوء تظنه الصور إيذاناً لبدء حفل تعانق و رقص ...
يرِن الخلخال تحمرُّ حبة الكرز ...
يحيطُ الشال بالحقيبه ...
ويكبر السؤال
من يحتمل كهذه الحقيبه ؟...


أريج محمد أحمد
السودان
22\11\2020

تعليقات

أريج محمد أحمد.. اخيتي الشاعرة السودانية الاصيلة
نص يفيض بالاسى والالم ، نص نحس بما اودعته من خلجات الروح ، تلك الخلجات الآبقة المضطرمة التي تضيق الروح عن احتوائها فتفجرت كلمات ومعان أليمة
كم هو حزين هذا النوفمبر وقاس وبغيض وأليم وأسيان
لك فيض من المحبة والتقدير
 
أعلى