علجية عيش - حديث الصباح.. عظمة المسؤولية

الرجال مواقف.. هكذا يقال، و الرجال يعرفون بمواقفهم، ومواقف الرجال وحدها تكشف عن معادنهم، و مسؤولية نهضة مجتمع و ترقيته و رفعه إلى السلم الحضاري عظيمة ، و لا يحمل هذه المسؤولية سوى رجال عظماء يحملون أفكارا نيّرة، تمكنهم من مواجهة كل التحديات، و هم يخوضون معركة البناء الحضاري للمجتمع ، فتكتب لهم في التاريخ، هذا التاريخ الذي قال عنه المفكر مالك بن نبي لا يصنع بالإندفاع في دروب سبق السير عليها ، و إنما بفتح دروب جديدة ، و بناء حضارة لا يكون بتكديس الأفكار و إنما بتجديدها جذريا على خطٍّ رسالي واضح و معلوم الأهداف و الغايات، و انحطاط المجتمع لا يأتي من فقره المادي بل من فقره في مجال الأفكار و انحطاط مستوى الذين يتعامل معهم أحيانا..​
الرجال طبعا مواقف، وأصحاب المواقف يحترمون كلمتهم و وعودهم، و الكلمة مثل الرصاصة إن خرجت لا تعود ، لكن..؟، في زمن الرداءة و في عصر المادة أصبح رجل المواقف أو المسؤول شبه مفقود بل هو مفقود، من القمّة إلى القاعدة، لأنه كما يقول مالك بن نبي يفتقد إلى القوة الروحية الفاعلة التي تجعله المحرك الأساسي للتغيير و لحركة التاريخ، فهذا المسؤول حصر نفسه في زاوية حددها له أشخاص هم أقل منه منزلة، لكنهم استطاعوا أن يقفزوا عليه بالأكاذيب و الخيانة و إخفاء عنه ما يحدث، و السؤال الذي يمكن أن يطرح هنا : كيف لمسؤول غافل أن ينهض بمجتمع و يخرجه من دائرة التخلف؟ و يجعله مهيأ لمواجهة التهديدات التي تحيط به..، كثير من المسؤولين لا يعلمون ما يدار حولهم، و كيف تسير الأمور، لأن من وثق فيهم لم يكونوا في مستوى هذه الثقة، يُسَيِّرُونَ الأمور على هواهم، و قد تتدخل أطراف أخرى لإفشال مشروع ما أو إجهاض فكرة.​
هي سلوكات لا ترقى إلى مستوى التحضر، و الإنفتاح على الآخر، هي سلوكات تهدم أكثر ما تبني و كعينة فقط ، نقول أن هناك أطراف تعمل على إلغاء لقاء شخص بمسؤول تربطه به علاقة مهنية و من باب الشراكة ليس إلا، بهدف النظر في أمور ولايته مثلا و ماهي المشكلات التي تعترض التنمية و ما شابه ذلك..، إن مثل هذه الأساليب أو السلوكات إن صح التعبير تنبع من نفس مريضة، أو تنبع من شخص "مستهتر"، "متخلف" لا يعي مقدار المسؤولية التي تقع على عاتقه، و الذي يخون واجبه في أمور بسيطة كهذه لا يستبعد أن يخون وطنه، فكيف إذن أن ننتظر من المجتمع الخير و الذين بيدهم زمام الأمور ينظرون إلى هذا الفرد نظرة تكبّر وازدراء، لدرجة أنهم يُشْعِرُونَه بالنقص أو الإهانة ، فيكون ضحية سلوكاتهم و يجد نفسه أمام واقع فرض عليه بالقوة..​
علجية عيش

لا تدس سنابل القمح لتقطف شقائق النعمان​
125371767_3503220486432951_9007863629955049827_n.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى