د. عيد صالح · أسير علي رأسي مع أن الشارع غير مقلوب

أسير علي رأسي
مع أن الشارع غير مقلوب
والناس يشيرون علي ضاحكين
أيها الأوغاد لا أستطيع أن أعدل نفسي
وآه لو تدركون متعة أن تسير فوق رأسك
أن تري كل شيء مقلوبا
وأنت تعمل رأسك المثقلة بحمل جسدك
كي تستوعب بانوراما الشارع
والعربات معلقة في الفضاء
كطوافات أفلام الخيال العلمي
الأطفال يلوحون لك والصبايا يغمزن بعيونهن
لا حدود للجمال
كل شيء مقلوب
فقط هذا المضطجع علي جانبيه بجوار شجرة غير مقلوبة
وحدهما النشاز في القاعدة
ووحدي مع الجميع نلوح في شبق اللحظة
ربما لأننا كنا محظوظين بها
ربما لو صحونا وقصصناها علي أحفادنا فلن يصدقوننا
هم أمس كانو يسخرون من تجاعيدنا
الصغير كاد يقتلع عيني وهو يتعرف علي
ربما أصبحت كحفريات الأنثروبولوجيين
سوف أقفز في الفراغ السحيق بغير آلة الزمن أو الأطباء المشعوذين أو مخرجي هوليود الذين أفلسوا بعد أن تخطاهم الواقع وتجاوزتهم طائرات الشبح واليورانيوم المنضد وأحاجي الس إن إن والس أي إيه وويكيليكس وسنودن لصناعة جغرافيات جديدة
سأجعل الخيال نفسه يلهث خلفي وسأمسك بأذنيه مؤنبا له علي ما فعله بي في الماضي وأنا أستجديه كي يجود علي بصورة أو مجاز أباهي به أقراني من الشعراء النرجسيين
لا حاجة بي لقدمي كثيرا ما عجزت عن اللحاق بالباص
وقد ينبت الشعر في صحراء رأسي
فقط الإسفلت اللعين يلسعني في أم رأسي سأحاول في المرات القادمة أن أرتدي الكاب الذي حماني كثيرا من ضربات الشمس المفاجئة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى