لودي شمس الدين - الفجر كمان يبكي.. شعر

الفجر كمان يبكي على تلَّةٍ كسرتها الريح الصدئة...
والشجر سيوف سنَّتها صرخات أُمُّ محشوة بالرمال الساخنة...
ابني يا ابن الأسى وأعمدة الرماد...
ضممتكَ بعد موت وحسرة...
بذراعين أنحلهما القدر وظلَّك القمحي...
جُرحاً جرحا شقَّ صدري الزمن الحديدي...
آلمتني صفعات الرعود الخشبية فوق جسدي...
وأوجعتني تنهُّدات الغيم الضبابية في مُقلتيّ..
كُل الدروب المؤدية إلى شهقاتك المجهولة للمدى...
تنحلّ إلى دمٍ ونار في شفتي كُلَّما ناديتك يا ابني...
أنفاسي جدول من الدمع المالحِ في حنجرتي...
والليل عشبٌ أسود فوق عنقي لا يخضر إلا بقبلاتك...
يا ابنَ روحي...
لا الحمائم حفظت خطوط يدي الياسمينية ..
ولا الفراشات عذبت أجنحتها بطرقات الحجر...
ليشعروا بتحجر ساقي من رعشات الهواء عليها...
الوجود في غروب أبدي ...
أزرع شراييني سنبلة سنبلة جنب سريرك...
لألتمِس لحم عطرك اللازوردي فوق البلاط..
جحيما بات المدى مُذْ غياب قدميكَ الكريستالية عن جِلد الوقت...
فحمدا للمولى عانقتكَ بعد موت وعذاب...
ومُت من نشوة الفرح...
حمداً للمولى...
ضممتكَ وضممت فيكَ السماء...



* (القصيدة كتبتها لمشهد خروج الشاب الفلسطيني المعتقل منذ مدة في سجون قوات الإحتلال الصهيوني ولشدة فرح الأم في ولدها حضنته وأغمى عليها)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى