أريج محمد أحمد - موعدٌ بلا مرآة...

أنا امرأة بلا مرايا
فكيف آتي اليك، وقد تهشمت مرآتي؟
بلا إنعكاس ولا نظرات رضا
هذا إعلانُ موت!
وخط المشيبُ جدائلي على طولِها
و حنجور كحلي استعضتُ عنه بهالتين من سوادِ السُّهاد و مطاردةِ الأحلام
والقمر هجرَ لياليّ وأهداني السواد سِتارةَ حدادٍ بقيت معلقة على نافِذتي ، أرتديها في سكونٍ صارِخ، إذ لا فرق بيني و بين النافِذة، كِلانا باقٍ في مكانِه نُطل على عتمةِ بعضنا البعض
ذبُل الورد على الوجنتين
مُذ كفت الشِّفاه عن التبسُم
و تعثرت الحروف في طريقِ الخروج
أفتقدُ التفاصيل ..
تعجُلي المواقيت و نرجسة تتوسط كِتابي
و عودتي دائماً بدون ربطة شعري تُرى أين هي الآن ؟
أين بقايا عِطري التي كانت تُضمخ المكان بحيث لا يحتمل وجود إمرأة سواي
حزينة رسمت سنوات العمر بنصلٍ حاد تفاصيلَها على كُل جسدي تجاعيدٌ هنا و هناك و كأن الأوراق قد نفِذت و كل المحابر أريقت
و التجاعيد لا تُقرأ إن كانت مِن فِعل الفراغ و الإنتظار
فمن جيدٍ بلا قِلاده
وصدرٍ تدلت رمانتاه بفعل الجاذبيه، إلى خطوطٍ مُتعرجه تحكِي قِصةَ خصرٍ وقوامٍ ممشوق وبطنٍ لم تحتويك طِفلاً يُناديني
أُمـــــــــاه...
بائسة كأنني قادِمة مِن حربٍ ضروس
كان إنتظارك حرباً
و كل وعُودك حرب
غِيابك حرب
حُضورك حرب
ووحدي جنيتُ الهزائم
كل هذي الثقوب تفضحني مهزومة أحاول رتقها
تُدمي الإبرة إصبعي
تخرج نقطة دم مُتعسره كُنت أدخرها لك
تسقطُ على الأرض أتبعها بنظري
تقعُ على نِصف المرآة المكسوره
تتبعُها نُقطٌ مِن جهة القلب
تكبُر و تتمدد
ليلي بارِد، جسدي مصلوب على مِصراعي النافذه
أقف لساعاتٍ لا فرق إن مرت سريعاً أو علِقت أو حتى دارت بشكلٍ معكوس
لا أحمِل هما
لا أقلام الحُمرة تستهويني
ولا أشتهي ثوباً بخصرٍ ضيق كنت تهواه
أنا إمرأة بلا موعد
إمرأة بلا مرايا
...
أريج محمداحمد
السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى