محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - كان يمازح الاشياء

كان يمازح الاشياء
يُنادي الوقت
نحو الشوارع المُظلمة ، ليطعنه في ظهره
لا ليقتله
بل ليؤخر مساحة القُبلة
كان مثل الخوف
يأكل الاشياء ثم يتهم التسوس بالخيانة
كان يخلع عن الشتاء فستانه
لكي يرى
الحبيبات المُختبئات
بين اغطيةُ ثقيلة ، وبين اضلاع حُلمُ مشاغب
يستفز الرغبة
ثم يسخر من ندى
تقطر في شفاه زهراتهن حتى ايقظ شهوة الفراشات
كان يبتاع الحقيقة
بالليالي الخاطئة ، مثل كل الصعاليك
لا يُجيد
النوم فوق وسادةٍ
مبتلة بالازهار ورائحة السلام
هو مثل معطفه الذي اورثه إياه اباه
مازال يلعق ملمس البارود
ما زال يركض
كلما ركضت اليه رصاصة
ليختبئ
بين الثقوب
كان يعد الثقوب
ليعرف كم مرة مات ابوه ، وكم مره ايقظ من رماده
صورة للذكرى
واوسمة ساخرة
مثل نعش الحالمين
هكذا
يمضي غريباً
في فناء الصمت
وحده في زحام الفارغين
يكشط الماء ، لينزف ربما
احتال خاصية الافاعي ، وغير جلده
ليكون ازرق في هويته
ويترك صورة " اللالون " وحدها في الخواء
كان يثمل
من لعاب فتاته ، حين تحشر لسانها
في القصيدة
تُدغدغها لتضحك
وترتجف
وتُسقط في فِراشه
عدة حمامات
تُحلق بين وجهه و حلمه الابدي
بالبراري الهادئة
كان قرصاناُ
يسطو على التاريخ
ليسرق
انبياءه في الخفاء
او يُعيد تلاوة الصلوات للموتى الذين نسوا
الآن
طبيعة الأشياء البسيطة و لونها
نسوا الحبيبات اللواتي
كن يُجدن طهو الليل ليبدو احمراً مثل النبيذ
نسوا شفرات الحلاقة
فربما جُرحت شواربهم وضاعت اخر القبلات واللمسات
والشهوة اللطيفة
نسوا الكناية ، كيف ترتد نحو كاتبها
وتصرعه
بخبث المعنى
هكذا
انت بين خيالك الزهري
وطاولةُ
كالمقصلة
وربيع يراود بذرة الزيتون في راسك
ويرمي عليها بالشتاء
البرد يعتصر الجوارب
في المشاوير التعب
الحقيقة تنام على كتفِ ثرثرة السكارى وبولهم
دون خوف او انزعاج
الماء مالح مثل نظرات الآرامل
الليل داكن
رغم أنه استحم ، وفرك جلده بالمساء حتى نزف
لا زال داكنا
وانت عالق بين حلمك والمدينة
وحقيبة ممتلئة بجثثك ، ولا تزال تخشى السفر

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى