تلك الطفلة ذات الوجه القمري طيبة القلب، تأتي كل يوم بما هو جديد؛ أسألها هل ستسبقك فتاة جماجمون؛ بلدة بجوارنا يحرز أطفالها الدرجات العليا في الاختبارات؛ تحرك رأسها بالنفي!
تثير شغبا في البيت الكبير؛ تكثر من المداعبات، تحاول أن تعابث القمر، القصاصات المهملة في زوايا البيت تصنع منها ثوبا لدميتها، تجلس معها وتحكي لها عن وردة الربيع البيضاء التي تتماوج مع النهر، أشعر نحوها بحب طفولي؛ أتمنى أن أعود طفلا لألعب معها، ذات مرة دخلت حجرتي ارتدت قناعا تعلوه قرنا تيس بري، تدب برجليها، تحرك يديها في عفوية، تتلفت ناحية النافذة؛ يبدو أنها تحادث الشمس؛ أعلم أنها الصغيرة أبرار، تصنعت الخوف؛ على الكبار أن يظهروا تفاعلا مع عالم الصغار؛ يفكروا بعقولهم الغضة؛ يشاركوهم أحلامهم الجميلة.
كان الطيب يحبها كثيرا؛ يحلو لها أن يعابثها بقوله: ناطحة البناني، يحمر خدها في عذوبة طفولة جميلة، يردف قوله بأنها: " قلة الملح" مانزال نتندر بذلك الوصف الجميل؛ مرت سنوات وصارت تعي كيف تمسك بفرشاة الألوان وتكتب حكاية القط والعصفورة؛ هذه المرة تخفت وراء قناع خاطته من قطع الثياب الصغيرة؛ تحتفظ بالكثير منها تمسك بها لتصنع منها أشياءها الجميلة!
نسيت شعرها؛ بدت تلك الصورة أكثر غرابة؛ عنزة تتماوج ضغيرتها!
يبدو أنها نسيت أن تضعها في قناع صنعته.
في كل مرة يأتي صغير فيعابثني، يسعدني أن يشاركوني عالمي المثقل بتلك الأفكار التي تخلو من السذاجة؛ حين كنت في مثل عمرهم كنت أحدث الطيور وأرقب الأزهار.
كم أنا متحسر على مضي تلك الأيام سريعا؛ لقد سافرت الأحلام بعيدا.
يرقبها الصغار؛ يرسلون الطفل أحمد ذلك المشاكس ذو الشعر الأجعد؛ تدور بيني وبينه مسامرات، لا أمل من معابثته؛ على الحائط صورة أو جملة؛ يظن بي مكرا أحوكه له، لايأمن لأفعالي: كم هو حذر متخوف! يجيد اقتناص الهاتف الذكي؛ من ثقب بالباب ينظرها؛ يتساءل:ماذا تفعل تلك الطفلة؟
في بيتنا تدور قصص جميلة: يوسف وبئر الحكايات؛ عمر في الميدان، أكثرها إثارة ما يفعله ذلك المجعد الشعر؛ يزم شفتيه ويحمر خديه، تشعر أنك في مسرح العبث يخرجك من عنت واقع مثقل بالغيوم وتحوطه الهموم.
على أية حال لم تحدث جلبة، أمسكت بالقلم؛ أخذت تكتب وتكتب، انتهت من السطر الأول؛ رسمت شجرة برتقال تتراقص فوقها حبات صفراء شهية؛ أطارت عصفورا أخضر؛ كانت تحاول أن تمزج ألوان الطيف السبعة؛ تجمع قصاصات من كل لون فتداخل بينها، أسفل الورقة الملونة جاءت بقرد له ذنب طويل؛ جعلته يفتح فمه ليلتقط حبات البرتقال؛ كل هذا وأنا متخف تحت غطائي الشتوي ذي الطبقات الثلاث، نسيت برودة الشتاء، إنها تجيد الرسم بمهارة وعفوية، استدارت، فبدت ضفيرتها الجميلة، أصدرت صوتا يشبه ثغاء العنزة، تركت ورقتها الملونة حيث كتبت سطرين؛ كنت أعلم أنها تكتب حكاية؛ تحاول أن تقلدني؛ ذات مرة أخبرتني أنها تحدث العصافير وتغني لها أناشيد المدرسة الجميلة؛ تتمنى أن تكون مثل نبي الله سليمان تعرف لغة الطير!
قفزت مسرعة حيث الباب؛ كانت يدي أسرع إليها؛ جذبتها من تلك الضفيرة المتدلية كأنها شلال من شعر ذهبي!
تثير شغبا في البيت الكبير؛ تكثر من المداعبات، تحاول أن تعابث القمر، القصاصات المهملة في زوايا البيت تصنع منها ثوبا لدميتها، تجلس معها وتحكي لها عن وردة الربيع البيضاء التي تتماوج مع النهر، أشعر نحوها بحب طفولي؛ أتمنى أن أعود طفلا لألعب معها، ذات مرة دخلت حجرتي ارتدت قناعا تعلوه قرنا تيس بري، تدب برجليها، تحرك يديها في عفوية، تتلفت ناحية النافذة؛ يبدو أنها تحادث الشمس؛ أعلم أنها الصغيرة أبرار، تصنعت الخوف؛ على الكبار أن يظهروا تفاعلا مع عالم الصغار؛ يفكروا بعقولهم الغضة؛ يشاركوهم أحلامهم الجميلة.
كان الطيب يحبها كثيرا؛ يحلو لها أن يعابثها بقوله: ناطحة البناني، يحمر خدها في عذوبة طفولة جميلة، يردف قوله بأنها: " قلة الملح" مانزال نتندر بذلك الوصف الجميل؛ مرت سنوات وصارت تعي كيف تمسك بفرشاة الألوان وتكتب حكاية القط والعصفورة؛ هذه المرة تخفت وراء قناع خاطته من قطع الثياب الصغيرة؛ تحتفظ بالكثير منها تمسك بها لتصنع منها أشياءها الجميلة!
نسيت شعرها؛ بدت تلك الصورة أكثر غرابة؛ عنزة تتماوج ضغيرتها!
يبدو أنها نسيت أن تضعها في قناع صنعته.
في كل مرة يأتي صغير فيعابثني، يسعدني أن يشاركوني عالمي المثقل بتلك الأفكار التي تخلو من السذاجة؛ حين كنت في مثل عمرهم كنت أحدث الطيور وأرقب الأزهار.
كم أنا متحسر على مضي تلك الأيام سريعا؛ لقد سافرت الأحلام بعيدا.
يرقبها الصغار؛ يرسلون الطفل أحمد ذلك المشاكس ذو الشعر الأجعد؛ تدور بيني وبينه مسامرات، لا أمل من معابثته؛ على الحائط صورة أو جملة؛ يظن بي مكرا أحوكه له، لايأمن لأفعالي: كم هو حذر متخوف! يجيد اقتناص الهاتف الذكي؛ من ثقب بالباب ينظرها؛ يتساءل:ماذا تفعل تلك الطفلة؟
في بيتنا تدور قصص جميلة: يوسف وبئر الحكايات؛ عمر في الميدان، أكثرها إثارة ما يفعله ذلك المجعد الشعر؛ يزم شفتيه ويحمر خديه، تشعر أنك في مسرح العبث يخرجك من عنت واقع مثقل بالغيوم وتحوطه الهموم.
على أية حال لم تحدث جلبة، أمسكت بالقلم؛ أخذت تكتب وتكتب، انتهت من السطر الأول؛ رسمت شجرة برتقال تتراقص فوقها حبات صفراء شهية؛ أطارت عصفورا أخضر؛ كانت تحاول أن تمزج ألوان الطيف السبعة؛ تجمع قصاصات من كل لون فتداخل بينها، أسفل الورقة الملونة جاءت بقرد له ذنب طويل؛ جعلته يفتح فمه ليلتقط حبات البرتقال؛ كل هذا وأنا متخف تحت غطائي الشتوي ذي الطبقات الثلاث، نسيت برودة الشتاء، إنها تجيد الرسم بمهارة وعفوية، استدارت، فبدت ضفيرتها الجميلة، أصدرت صوتا يشبه ثغاء العنزة، تركت ورقتها الملونة حيث كتبت سطرين؛ كنت أعلم أنها تكتب حكاية؛ تحاول أن تقلدني؛ ذات مرة أخبرتني أنها تحدث العصافير وتغني لها أناشيد المدرسة الجميلة؛ تتمنى أن تكون مثل نبي الله سليمان تعرف لغة الطير!
قفزت مسرعة حيث الباب؛ كانت يدي أسرع إليها؛ جذبتها من تلك الضفيرة المتدلية كأنها شلال من شعر ذهبي!