فوز العلوي - "مالي شغل في السوق"

إلى ارواح شهداء ساحة الطيران ببغداد

احترقت عيني وانا اتصورك
تعبر ساحة الطيران...
رأيت يماما محلقا ونوارس وأمنيات
كنت احدّق في قدميك المسرعتين
ويديك اللتين تصور مراويح في الهواء
المسافة كانت تختزلك وانا لا ينصفني المكان
المقهى الذي تنتظرنا كراسيه
يتردد فيه صوت أجش مغمس برذاذ دجلة
مالي شغل بالسوق
مريت أشوفك
ستدخن النارجيلة كعادتك وانت حزين النظرات
عندما تلتقي اعيننا
تبتسم وتنفث الدخان في السقف
المخطوط الذي يلازمك دوما
ملفوف كعجوز قصب
تبسطه بعصبية وتقول
سأضيف فقط القصائد القصيرة
لم يعد للناس نفس حتى يلتهموا المطوّلات
تضحك وترفع الصفحة إلى اعلى
يعانقها الضوء وغبش السجائر
هذي قصيدتك اسمعي
لن تحترقي بعد اليوم إلا في صدري
لن تنزلي ابدا من معاريج اضلعي
شعرك اكاليل من شجر استوائي وعيناك بحيرات
فوسفور
لا لا تمتعضي ساعدلها
وتصبح شجرة السمار العاشقين
والنار التي بيننا لا تنطفئ ....
كنت ابحث بين طرق القيامة عنك
لا شيء يدل على شيء
لا صوت الا استكانات الشاي وهي تمزق الفضاء
عجوز تلتحف عباءة رماد تجمع دقائق
من الفجيعة
عربة تدور عجلتها في الهواء واصابع متفحمة ترسم علما ينزف
كان لا بد أن اعبر حتى انتظرك هناك
مع أني
مالي شغل في السوق
لكن مريت أشوفك

فوز العلوي
تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى