إلى "غار الملح" مَدْفَن سُرَّتي،
وإلى ابنتي الحبيبة "فردوس"
في عُزْلَتي الأَرْقَى،
أُفَكِّرُ في أََصَابِعِهَا،
وضِحْكَتِهَا المَجَرَّةِ في سَمَاءِ أُبُوَّتِي..
وَأَقُولُ: أَحْلُمُهَا،
حُضُورًا فَائِضَ الأَنْوَارِ، رَقْرَاقًا..
أَقُولُ: تُعيدُ لِي وَطَنَ الطُّفُولَةِ
فِي حُقولِ اللَّوْزِ،
حَيْثُ الأَبْيَضُ القُطْنِيُّ،
حَيْثُ بِدَايَةُ الأَشْيَاءِ..
[كانَ الكَوْنُ فِضِّيَّ المَشاعِرِ،
لازَوَرْدِيَّ المَباهِجِ، سُكَّرِيَّ الصَّمْتِ،
إِلاَّ مِنْ ثُغَاءِ المَاعِزِ الجَبَليِّ
يَأْتي خَافِتَا..!]
♡
وَالآنَ، في هَذا المَكانِ،
صَباحَ يَوْمِ الأَرْبَعَاءِ،
أَرَى امْتِدَادَ شُروقِها في كُلِّ شَيْءٍ..
أَحْدِسُ المَعْنَى غَرِيبًا،
وَهْوَ يُجْهِدُ نَفْسَهُ في وَصْفِها..
وأَقُولُ: كَيْفَ أَقُولُها..؟!!
وأَقُولُ: قَدْ تَأْتِي بِهَا الكَلِمَاتُ، لاَمِعَةً،
كَقَافِيَةٍ تَخَبَّأُ في حَريرِ قَصيدَتي،
وَتَشِعُّ في بِلَّوْرِ أَحْلاَمي
[أُحِبُّ حُضُورَها أَمَلاً..!
وتَزْحَمُني انْتِظارَاتُ اللُّقَى..!]
♡
هَذا الحَنِينُ حَفِيفُ أَوْراقٍ
تَسَاقَطُ في خَريفٍ غامِضِ الأَجْراسِ،
قَادِمَةٌ خُطَاهُ مِنَ البَعيدِ..
وهَذِهِ الأَشْواقُ رائِحَةُ البُحَيْرَةِ،
تَقْفِزُ الأَسْمَاكُ في مَلَكُوتِها..
هَذَا الحَنينُ طَرِيقَتي في الحَكْيِ،
مَفْتُونًا بِإِيقَاعِ العَناصِرِ،
[وَهْيَ تَكْبُرُ كالدَّوَائِرِ فِي خَيَالاَتِي..]
حَنينٌ سَاطِعُ الأَضْواءِ،
شَفَّافُ المَوَاجِدِ.. لاَ يَكُفُّ عَنِ الخَرِيرِ..
وَلاَ يَنِي يَهْذِي اشْتِيَاقًا،
كَالنَّواعِيرِ العَتيقَةِ، مِثْلَمَا
يَهْذِي، وَحِيدًا،
شَاعِرٌ
يَبْكِي
عَلَى فُقْدَانِ أَنْدَلُسٍ..!
♡
تَعِبْتُ مِنَ الحَنينِ،
ولاَ عَذَابَ سِوَى غِيابِكِ؛
فَامْنَحِيني فُرْصَةً لِلْاِنْعِتَاقِ،
كَأَنَّنِي الصُّوفِيُّ أَنْهَضُ،
مِنْ رَمَادِ خَسَارَتِي الكُبْرَى..
وأَبْدَأُ، عائِدًا، كَالمَاءِ نَحْوَ طُفُولَتِي،
صَوْبَ اليَنابِيعِ القَديمَةِ،
[أَيْنَ أُبْصِرُ، في سَمَاءِ المَاءِ، وَجْهَكِ
سَاطِعًا.. وَأَرَى انْعِكَاسَ الرُّوحِ،
فَوْقَ زُجَاجِهِ المَاسِيِّ..]
♡
فَاقْتَرِبِي،
وَحُطِّي، يا حَمامَةُ،
فَوْقَ كَفِّي.. وَانْبُتي
عُشْبًا، عَلَى قَلْبِي..
مَلَلْتُ مِنَ الصُّعودِ إِلَى الأَعَالي؛
يا حَمامَةُ،
فَانْقِذيني مِنْ رُؤَاي..!
(شعر// المكّي الهمّامي)
(بنزرت- تونس)
وإلى ابنتي الحبيبة "فردوس"
في عُزْلَتي الأَرْقَى،
أُفَكِّرُ في أََصَابِعِهَا،
وضِحْكَتِهَا المَجَرَّةِ في سَمَاءِ أُبُوَّتِي..
وَأَقُولُ: أَحْلُمُهَا،
حُضُورًا فَائِضَ الأَنْوَارِ، رَقْرَاقًا..
أَقُولُ: تُعيدُ لِي وَطَنَ الطُّفُولَةِ
فِي حُقولِ اللَّوْزِ،
حَيْثُ الأَبْيَضُ القُطْنِيُّ،
حَيْثُ بِدَايَةُ الأَشْيَاءِ..
[كانَ الكَوْنُ فِضِّيَّ المَشاعِرِ،
لازَوَرْدِيَّ المَباهِجِ، سُكَّرِيَّ الصَّمْتِ،
إِلاَّ مِنْ ثُغَاءِ المَاعِزِ الجَبَليِّ
يَأْتي خَافِتَا..!]
♡
وَالآنَ، في هَذا المَكانِ،
صَباحَ يَوْمِ الأَرْبَعَاءِ،
أَرَى امْتِدَادَ شُروقِها في كُلِّ شَيْءٍ..
أَحْدِسُ المَعْنَى غَرِيبًا،
وَهْوَ يُجْهِدُ نَفْسَهُ في وَصْفِها..
وأَقُولُ: كَيْفَ أَقُولُها..؟!!
وأَقُولُ: قَدْ تَأْتِي بِهَا الكَلِمَاتُ، لاَمِعَةً،
كَقَافِيَةٍ تَخَبَّأُ في حَريرِ قَصيدَتي،
وَتَشِعُّ في بِلَّوْرِ أَحْلاَمي
[أُحِبُّ حُضُورَها أَمَلاً..!
وتَزْحَمُني انْتِظارَاتُ اللُّقَى..!]
♡
هَذا الحَنِينُ حَفِيفُ أَوْراقٍ
تَسَاقَطُ في خَريفٍ غامِضِ الأَجْراسِ،
قَادِمَةٌ خُطَاهُ مِنَ البَعيدِ..
وهَذِهِ الأَشْواقُ رائِحَةُ البُحَيْرَةِ،
تَقْفِزُ الأَسْمَاكُ في مَلَكُوتِها..
هَذَا الحَنينُ طَرِيقَتي في الحَكْيِ،
مَفْتُونًا بِإِيقَاعِ العَناصِرِ،
[وَهْيَ تَكْبُرُ كالدَّوَائِرِ فِي خَيَالاَتِي..]
حَنينٌ سَاطِعُ الأَضْواءِ،
شَفَّافُ المَوَاجِدِ.. لاَ يَكُفُّ عَنِ الخَرِيرِ..
وَلاَ يَنِي يَهْذِي اشْتِيَاقًا،
كَالنَّواعِيرِ العَتيقَةِ، مِثْلَمَا
يَهْذِي، وَحِيدًا،
شَاعِرٌ
يَبْكِي
عَلَى فُقْدَانِ أَنْدَلُسٍ..!
♡
تَعِبْتُ مِنَ الحَنينِ،
ولاَ عَذَابَ سِوَى غِيابِكِ؛
فَامْنَحِيني فُرْصَةً لِلْاِنْعِتَاقِ،
كَأَنَّنِي الصُّوفِيُّ أَنْهَضُ،
مِنْ رَمَادِ خَسَارَتِي الكُبْرَى..
وأَبْدَأُ، عائِدًا، كَالمَاءِ نَحْوَ طُفُولَتِي،
صَوْبَ اليَنابِيعِ القَديمَةِ،
[أَيْنَ أُبْصِرُ، في سَمَاءِ المَاءِ، وَجْهَكِ
سَاطِعًا.. وَأَرَى انْعِكَاسَ الرُّوحِ،
فَوْقَ زُجَاجِهِ المَاسِيِّ..]
♡
فَاقْتَرِبِي،
وَحُطِّي، يا حَمامَةُ،
فَوْقَ كَفِّي.. وَانْبُتي
عُشْبًا، عَلَى قَلْبِي..
مَلَلْتُ مِنَ الصُّعودِ إِلَى الأَعَالي؛
يا حَمامَةُ،
فَانْقِذيني مِنْ رُؤَاي..!
(شعر// المكّي الهمّامي)
(بنزرت- تونس)