الطريق الذي كنت أمر منه كل يوم لمحطة القطار غابت معالمه،اليوم غلبني الحنين إلى الأيام الجميلة،الذكريات التى علقت بخيالي حاولت أن أستعيدها،المشاعر علاها بعض ركام كما تراب هذا الطريق،بدأت أعي قليلا،فهنا كانت تربض شجرة الجميز العملاقة حارسة المنحنى الموصل لمحطة القطار،قيل إن الجنية تسكن أشجار الجميز؛ فهي عملاقة،البعض كان يحفر قلوبا ذات سهام،مستطار الهوى يثار هنا،ابتسمت حين تبينت أثر أحدها ،اللحاء كسا الجراح التى كانت مثل ندوب الزمن،لا أنكر أنني فعلت كثيرا مثل هؤلاء،حاولت أن أترك بصمة على غلافها،لم أتخيل يوما أن الحب يندثر كلما تاهت معالم الطريق،لم تكن لي تلك الفتاة ذات الوجه الملتف مثل وجه القمر،يا لوضاءة الجمال حين يمثل في مخيلتي،مضت مثل كل الأحلام سريعا،هكذا أثبتت الأيام ظنوني،وهل يملك صاحب حذاء ممزق ثمن وجبة طعام ساخنة ،حتى يطلق العنان لخيالاته تموج مثل ذلك القطار المتجه به صوب عالم بلا قلب؟
تواردت تلك الخيالات مثل الريح العاصف،العمر يوشك أن تكتب فصوله الأخيرة،الراوي تعب من السرد؛المسرح اندثر تحت وقع النشوة الكبرى؛ المعدمون يهتفون بالفوز في ملهاة تضرب أوتاد الخيمة،إنه يلهو بل يذرف أحيانا دموع التماسيح،انتشى يوم جف النبع ،حتى الكلمات الاخيرة كتبتها أكثر من مرة،لكنها صارت باهتة مثل وجه تلك الفتاة التى تعلقتها في بدايات عهدي بلغة القلوب،أعلم أنني أرسم بقلمي على صفحة النهر،هل ستبقى تلك الجميزة بمكانها؟
أتمنى ألا يأتي الحاج شردح فيجتثها،إنها مخزن العواطف التى رفلت أعوامي تحت ظلالها،الآن أنا أقف تحتها مثل طفل يتيم وقد تاه في زحمة مولد العارفين،إنهم كثر في بلادي،لم امتلأت بهم القرى؟
هل طاب لهم المقام أم هو الوهم الذي سيطر على عقول الجوعى والعراة،ينشدون عندهم الأمل ولو فعلوا ما استطاعوا،ثمة ثقب في باطن الشجرة،إنه مسكن الثعلب،يقتنص الدجاجات من سلال الفقيرات الواتي يقدمنها نذرا للعارفين،يا للبؤس،المرض والجهل وزد عليهما الذل ينتشي دلالا فوق رأس يستعذب النذور !
علي أن أمحو بقايا الصبا،أولادي ربما تتبعوا تلك الندوب؛وهل لأبيهم تلك الهفوات؟
كل ما بقي منها الحرمان،ستجذبها تلك الوساوس نهب صراع خفي،ما ينفعني أن أبقى متدثرا بهذا العمر الممعن في التسرب،سآتي كل آونة حيث الماضي المغلف بطعم الحكايات،الشتاء يمعن في العبث ببرودته،لم تعد تكفي الأخشاب، الحاج شردح من حقه أن يستدفيء،وهل تفيده تلك الندوب التى على جذع الشجرة؟
علمت أنه استأجر أحد الحطابين ليقطع أوصال الجميزة،كأنما أصابني سهم من تلك الندوب،من بعيد وقفت أرقبها،حاولت جاهدا أن أسرقها،لو أن الجنية تأخذها إلى مكان آخر؟
الأشجار مثل البشر تحمل آثار الزمن،تختزن الذكريات،بل بعضهن يملكن قلوبا،وهل احتفظت جميزة الحاج شردح بتلك الندوب إلا لتأثرها بها؟
لكن عمي شردح كان هو الآخر يضع بصمته كل يوم على لحاء الجميزة؛ يكتب تاريخا يحاول بيبي أن يزيفه،أن الأرض لنا،والنهر يجري حيث القلعة الشامخة،لم ينته صلاح الدين!
تواردت تلك الخيالات مثل الريح العاصف،العمر يوشك أن تكتب فصوله الأخيرة،الراوي تعب من السرد؛المسرح اندثر تحت وقع النشوة الكبرى؛ المعدمون يهتفون بالفوز في ملهاة تضرب أوتاد الخيمة،إنه يلهو بل يذرف أحيانا دموع التماسيح،انتشى يوم جف النبع ،حتى الكلمات الاخيرة كتبتها أكثر من مرة،لكنها صارت باهتة مثل وجه تلك الفتاة التى تعلقتها في بدايات عهدي بلغة القلوب،أعلم أنني أرسم بقلمي على صفحة النهر،هل ستبقى تلك الجميزة بمكانها؟
أتمنى ألا يأتي الحاج شردح فيجتثها،إنها مخزن العواطف التى رفلت أعوامي تحت ظلالها،الآن أنا أقف تحتها مثل طفل يتيم وقد تاه في زحمة مولد العارفين،إنهم كثر في بلادي،لم امتلأت بهم القرى؟
هل طاب لهم المقام أم هو الوهم الذي سيطر على عقول الجوعى والعراة،ينشدون عندهم الأمل ولو فعلوا ما استطاعوا،ثمة ثقب في باطن الشجرة،إنه مسكن الثعلب،يقتنص الدجاجات من سلال الفقيرات الواتي يقدمنها نذرا للعارفين،يا للبؤس،المرض والجهل وزد عليهما الذل ينتشي دلالا فوق رأس يستعذب النذور !
علي أن أمحو بقايا الصبا،أولادي ربما تتبعوا تلك الندوب؛وهل لأبيهم تلك الهفوات؟
كل ما بقي منها الحرمان،ستجذبها تلك الوساوس نهب صراع خفي،ما ينفعني أن أبقى متدثرا بهذا العمر الممعن في التسرب،سآتي كل آونة حيث الماضي المغلف بطعم الحكايات،الشتاء يمعن في العبث ببرودته،لم تعد تكفي الأخشاب، الحاج شردح من حقه أن يستدفيء،وهل تفيده تلك الندوب التى على جذع الشجرة؟
علمت أنه استأجر أحد الحطابين ليقطع أوصال الجميزة،كأنما أصابني سهم من تلك الندوب،من بعيد وقفت أرقبها،حاولت جاهدا أن أسرقها،لو أن الجنية تأخذها إلى مكان آخر؟
الأشجار مثل البشر تحمل آثار الزمن،تختزن الذكريات،بل بعضهن يملكن قلوبا،وهل احتفظت جميزة الحاج شردح بتلك الندوب إلا لتأثرها بها؟
لكن عمي شردح كان هو الآخر يضع بصمته كل يوم على لحاء الجميزة؛ يكتب تاريخا يحاول بيبي أن يزيفه،أن الأرض لنا،والنهر يجري حيث القلعة الشامخة،لم ينته صلاح الدين!