الكلام حين يكثر ينسي بعضه بعضا، ورغم ذلك البوح إلا أن ثمة حكاية ما تزال تلح علي أن أمسك بالقلم وأسرد بعض تفاصيلها؛ فبرغم لكنة في لغتي، إلا أنني أجيد الحكي،هذا كل نصيبي من ثروة جدتي،تركت في ولعا بالحكايات ، مضى ذلك العمر سرابا، لم تعد الألوان زاهية كما عهدتها، الثياب صارت أشبه بلوحة سريالية، حتى الأفكار ما عادت إلا تهاويم مجذوب، لقد اختلطت كل الحواجز،عندنا يقولون : اختلط النيل بالمالح، كثرت تلك الآلام جعلتني التمس الراحة ،لأول مرة أغادر البيت دون بطاقة ،ما حاجتي إليها؟
لقد ثقب الهم ذاكرتي،الناس تعرفني،والآخرون يعدون علي خطواتي،لست ذا خطر ،على أية حال،أمسكت بورقة وقلم،كلما مررت بباب أخط في الورقة كلمة،كثرت المفردات،وتعددت المواقف،حاولت التخفف منها،ألقيت بعض الحروف في الماء،تخلصت من ثقلها،انتظرت قليلا ، ها هو النهر يتحول ماؤه إلى محبرة كبيرة، حتى صارت الكلمات من حروفي سطورا متتابعة، هنا حكاية اندثرت وأخرى تجمعت أحداثها،ثمة كلمة لم تظهر من بين تلك الكلمات، مفردة تركت فجوة،أعلم قصتها، وحدي من يحتفظ بالسر،لقد أخفيت تلك المفردة، وضعتها في معجم ،لم يدركه لسان العرب،أصابتني إغفاءة،جوار شجيرة السنط التى كانت تربض فوق الضفة الشرقية من نهر النيل،هذا هو المكان الذي اختزن الحكايات،لم يشهد مثله تلك الأحداث الفرحة يوم أن هتف الزعيم،لقد كان له مريدون كثر،الغفوة حلوة ،جلبت إلي أطياف الراحلين،تسامرت معهم،أدركت أن الطريق أوشك أن يبلغ بي نهايته،حتى هي كانت هنا،أعطتنا رقم هويتي الذي كنت تركته في البيت،الثياب الخضراء،وجه القمر،خصلات الشعر ذات اللون المريمي،السعادة التى حرمت منها،يا لروعة مفرداتي لقد تشكلت في لوحة ربما فاقت ما يفعله "دافنشي" ابتسمت لي بعد ضنى،حاولت أن أقرأ بعض سطور من تلك اللوحة،الكلمات تداخلت مرة ثانية ،النهر ابتلع الحروف تباعا،رغم مهارتي عجزت أن أصطاد حرفا،أفقت على صوته،لحيته البيضاء تعطي وهج الشمس وبريق القمر،قص لي حكاية النهر والحرف،شربت من يديه،فماؤه غير ما في النهر،الوعد قادم !
أشار بيديه عند الضفة الأخرى قرب الوادي الأيمن،عند ملتقى النهرين ستخرج الأرض نباتها الطيب،هل حقا سيأتي حاملا سيفه؟
أم أن تلك العطور التي سكبت على قارعة الطريق ستضوع قوما أشد بأسا؟
أدركتني حين هممت بالرحيل،أمسكت بي،ولأن القلب معنى بها،استجبت إليها،تعرف وجهتي،أخذت بيدي،أشارت هيا!
تلفت صوب الصوت ،اللوحة تجمعت ملامحها،وحده كان هنا،لم ينس شارته التى وسم بها كل بيت،النهر فاض،لم تعد بي حاجة لأن أتتبع الحروف،يكفي ما اختزنته لسنوات ،حين تأتي الأمطار تغسل الدرن،تلك كلمات جدتي الخضراء،يا لبراعة الطيف الشيخ والجدة!
لقد ثقب الهم ذاكرتي،الناس تعرفني،والآخرون يعدون علي خطواتي،لست ذا خطر ،على أية حال،أمسكت بورقة وقلم،كلما مررت بباب أخط في الورقة كلمة،كثرت المفردات،وتعددت المواقف،حاولت التخفف منها،ألقيت بعض الحروف في الماء،تخلصت من ثقلها،انتظرت قليلا ، ها هو النهر يتحول ماؤه إلى محبرة كبيرة، حتى صارت الكلمات من حروفي سطورا متتابعة، هنا حكاية اندثرت وأخرى تجمعت أحداثها،ثمة كلمة لم تظهر من بين تلك الكلمات، مفردة تركت فجوة،أعلم قصتها، وحدي من يحتفظ بالسر،لقد أخفيت تلك المفردة، وضعتها في معجم ،لم يدركه لسان العرب،أصابتني إغفاءة،جوار شجيرة السنط التى كانت تربض فوق الضفة الشرقية من نهر النيل،هذا هو المكان الذي اختزن الحكايات،لم يشهد مثله تلك الأحداث الفرحة يوم أن هتف الزعيم،لقد كان له مريدون كثر،الغفوة حلوة ،جلبت إلي أطياف الراحلين،تسامرت معهم،أدركت أن الطريق أوشك أن يبلغ بي نهايته،حتى هي كانت هنا،أعطتنا رقم هويتي الذي كنت تركته في البيت،الثياب الخضراء،وجه القمر،خصلات الشعر ذات اللون المريمي،السعادة التى حرمت منها،يا لروعة مفرداتي لقد تشكلت في لوحة ربما فاقت ما يفعله "دافنشي" ابتسمت لي بعد ضنى،حاولت أن أقرأ بعض سطور من تلك اللوحة،الكلمات تداخلت مرة ثانية ،النهر ابتلع الحروف تباعا،رغم مهارتي عجزت أن أصطاد حرفا،أفقت على صوته،لحيته البيضاء تعطي وهج الشمس وبريق القمر،قص لي حكاية النهر والحرف،شربت من يديه،فماؤه غير ما في النهر،الوعد قادم !
أشار بيديه عند الضفة الأخرى قرب الوادي الأيمن،عند ملتقى النهرين ستخرج الأرض نباتها الطيب،هل حقا سيأتي حاملا سيفه؟
أم أن تلك العطور التي سكبت على قارعة الطريق ستضوع قوما أشد بأسا؟
أدركتني حين هممت بالرحيل،أمسكت بي،ولأن القلب معنى بها،استجبت إليها،تعرف وجهتي،أخذت بيدي،أشارت هيا!
تلفت صوب الصوت ،اللوحة تجمعت ملامحها،وحده كان هنا،لم ينس شارته التى وسم بها كل بيت،النهر فاض،لم تعد بي حاجة لأن أتتبع الحروف،يكفي ما اختزنته لسنوات ،حين تأتي الأمطار تغسل الدرن،تلك كلمات جدتي الخضراء،يا لبراعة الطيف الشيخ والجدة!