علي سالم صخي - الكتابة.. تجربة حياتية

أين نضع أنفسنا حين نكتب نصا ما ، ربما يضع الغالبية أنفسهم في خانة الآلهة - السحرة تلك التي بامكانها التحول من حالة فوقية الى أخرى معذبة معتمدة بذلك على مخيلة كاذبة ، مترجمة رغباتها الدفينة عبر لغة سائحة في التوهم
والماذا بعد ؟
أحد أهم أسس الكتابة التجربة الحياتية التي تتشكل منها بمساعدة المعرفة ، بنية الكتابة .
يولد البعض وفي فمه ملعقة ذهب ، لكن اذا ما أراد أن يصبح شاعرا أو روائيا عليه أن يصدق ما يكتب ويجعل المتلقي يصدقه أيضا ، ولا يتجول بنا في متاهات الخصب والعشق والآلهة والقمصان وهو لا يشعر بوجع الآخر بتاتا لأن من يشعر بذلك ويعايشه يترجمه في نصوصه .
الكتابة ليس مظهر ولا ترف ، الكتابة نزهة جمالية في وجع الانسانية همها الانسان فقط حتى وإن عاش الكاتب ومات مغمورا .
الكتابة أن تلبس اللغة قميص المعرفة لا قمصان كاذبة سائدة همها الظهور المؤقت ، يا سادتي التاريخ يغربل .
بالمناسبة أنا ليس ضد الأغنياء اذا ما أرادوا الكتابة ، فالكتابة أولا هي موهبة ، لذا حتى الذي ولد في قاع المدينة وعاش على الأرصفة وأراد الكتابة عليه أن يعرف كيف يوظف تجربته معرفيا من خلال القراءة والاحتكاك وعدم الثبات في السائد والمتكرر ، لأن الكتابة امتداد دائم وحركة .
أنا ليس وصيا على الكتابة وبالذات الشعر لكني كقارئ يهمني أن أقرأ نصا أجدني كانسان فيه ويدهشني تجواله في انسانيتي والحفر في ماهية الحياة التي أعيشها ، متوازيا في ذلك مع لغة معرفية متفردة حاملة الكون على ظهر مفرداتها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى