فوز حمزة - الموعد.. قصة قصيرة

https://www.facebook.com/fawziya.alkilabiوأنا انعطفُ إلى الشارع المؤدي نحو مطعم المدينة .. هالني ما رأيت .. لقد تشابهت البنايات في أشكالها وألوانها إلى حد ملفت للنظر بينما خلو المكان من الناس والسيارات زاده وحشة وغموضاً بأستثناء كلب أسود كان يتبعني ٠٠

تلفتُ حولي .. كنت الوحيدة التي تسير في الشارع ..
هبط الظلام وخيم المساء على كل شيء قبل عثوري على المطعم ٠٠
رغم صغر مساحته إلا إنه أشعرني بالحميمية وأنا أشاهد أصص النباتات منتشرة في الزوايا وقطع من السجاد معلقة على الجدران بعناية تدل على الذوق والأناقة ٠٠
علقتُ معطفي قبل أن أختار الجلوس في زاوية بعيدة ٠٠
كل شيء يبدو عادياً حتى شد انتباهي رجل يجلس وحيداً على كرسي مصنوع من خشب الخيزران المطعم بالبرونز بينما باقي الكراسي قد صنعت من خشب السنديان .. ليس هذا فقط بل بدا حائراً مضطرباً لا تمر دقيقة دون أن ينظر لساعته .. ثم يوزع نظراته بين الباب والنافذة التي وقفت خلفها حمامة بيضاء ٠٠
استغربت حين مررتُ بجانبه ولم ينتبه ٠٠
قلتُ لنفسي .. ربما ينتظر امرأة تأخرت عليه مثلما تأخر علي الرجل الذي تواعدت معه ٠٠
بعد قليل ٠٠
أشار للنادل وطلب كوباً من الشاي الأسود ثم بدأ ينفث دخان سيجارته التي كانت في يده الشمال بينما سحب بيده اليمين منديلاً ورقياً وبدأ بمسح دموعه ٠٠
بغياب النادل سمحت لنفسي في الذهاب إليه وتقديم المساعدة ..
لم يجبني واكتفى بالنظر إليّ وكأنه لا يراني ٠٠
الدموع في عينيه أضفت سحراً غريباً عليهما ٠٠
لحقت بالنادل لأسأله عن هذا الرجل الغريب لكنه بادرني بسرعة بعد أن تكهن بما في نفسي :
- تريدين السؤال عنه ؟؟
هززت رأسي بحماس لكن دون كلام ..
قال لي بصوت منخفض :
- هذا الرجل ماتت حبيبته التي كان يلتقي بها في هذا المطعم .. دهستها مع كلب كان يتبعها سيارة وهي قادمة لملاقاته هنا .. منذ ذلك النهار وهو يأتي كل يوم يبكي رحيلها ..
اندهشت من النادل وهو يروي لي الواقعة وكأنها شيئاً عادياً ..
التفتُ .. لم أجد الرجل .. لقد اختفى ..
التفتُ ثانية للنادل .. لقد اختفى هو الآخر ..
لم يكن في المطعم أحد غيري ..
شعرت بدوار في رأسي وأفكار غريبة تتجاذبني ..
ذهبت لدورة المياه لأغسل وجهي ..
وأنا أنظر في المرآة .. لم أجد انعكاسي فيها ..

_ فوز حمزة _





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى