مختار عيسى - إعلانات مبوبة في جريدة العرب الدولية

(1) مفقودات

أبحث عن وطنٍ عربيٍّ عربيّ
لاوطنٍ صنع الصين
ولاصنع البنتاجونِ،
ولاعربيٍّ من شركات التجميع الدوليّ
أبحثُ عن وطنٍ عربيًّ عربيّ
عن خارطة لا تأخذ ذاكرتي للمرحاض الرسميّ
كي أفرغ ماء النهر وماء البحر وماء خليج كانْ
أبحث عن وطن يقذفُ بي ..
خارج دائرة التوقيت الشتويِّ،
وخارج أجحار الجرذانْ
هل منكم من ينصحني ؟
هل صادف أحدٌ من بين جهابذة الإعلامِ
وأصحاب التلفازات، العربي الهاربَ منِّي ؟
هل منكم من يمنحني بعضَ إشارات التوجيهِ ،
وبعضَ الإرشاداتْ ؟
كي أبحث عن وطنٍ ملفوفٍ في الرايات السودِ
يزغردُ في أبواق التلفازاتْ
هل منكم من يصدقني القولَ ،فيعلن أني ـ منذ سنين
أبحث عن وطنٍ ماتْ ؟
كاذبة كلُّ عمامات الإخوةِ،
كلُّ فخامات الشجبِ
وأندية التنديدِ ،
وأكشاكِ الفرماناتْ !
هل منكم من ينصحني
من يصدُقُ فيَّ القولَ ،
ويُخبرُ عنّي :
(أني أعلنتُ على الناس الهول
جدَّفتُ بلُجَّة ذاكرتي
مُذْ كشفتْ أمتنا سوءتها للتلفازِ
احتلتْ صفحات الإعلانات)
هيهات يقوم الميْتُ
فعيسى محزونٌ ..
أحمدُ يبكي في غار حراءَ ؛
الأممُ تداعتْ ،
وستكتبُ أمريكا الآياتْ ..
في حضرة أصحاب جلالتهم
وفخامتهم ..
في حضرة كل نياشين الجنرالاتْ!
أبحث عن وطن عربي
يا سادة
أصرخ في كل الساحاتِ ،
ولكن من يسمعني ؟
السيد مشغولٌ بالوفد الروسيُ
السيد يفتتحُ مباراة في واشنطن
السيد نام، ولن يصحوَ قبل ظهيرة عصرِ المغرب
السيد يغضبُ من أسئلة الصُّحفيين المكارينَ
ويعلنُ أن الموعد فات !
جلس الوراقون على أرصفة الوقتِ
يُعدِّون رباط الشعرِ
ويحْشون جميع التفعيلاتْ
هل منكم من يدرك أين اختبأت "فعلن" ؟،
و"فعولن"؟
هل منكم من يعرف ..
أنّا نقتاتُ تراث يهوذا
نشرب من ماء الحاخاماتْ ؟
ملَّت ذاكرتي من كتب التاريخِ ،
وضاقت بي كلُّ جهات الأرض
يا وطنا
كان بدفتر أحلامي
مذ كنت أحاول فك الخط !
الآن توضأنا بالـ..........
وتلونا آيات القحط
رددنا خلف ( العريف ) حديث الساعة
(إن جميع جماجمنا
ثقبت باسم سلام الجرذان
وذراها عُبَّاد الكرسيِّ المسحورِ
وغابت في قاعات المؤتمرات ! )


(2) تنازل

ولأعلى سعرٍ
أتنازل عن وطن عربي الأسماء
مضمون التصنيعِ،
ومتسعٍ لجيوش الساسةِ ،
أصحابِ الياقات الرسميةِ
حَمَلةِ اختام الشرعْ
أمناءِ الحكمة ،
خُدامِ سلام البشريةِ ،
من وُصفواـ سهوًا من عمال طباعتنا ـ
بالهمجيينَ الأعداءْ !
أتنازلُ عن وطنٍ مستوفٍ لشروط البيع العلنيّ
كريمٍ في استقبال ملوك الفرسِ
عظيمٍ في تقدير حضارة أبناء الرومِ
شجاعٍ في توجيه اللومِ
بليغٍ في الشجبِ
حريصٍ أن يتوضأ كلَّ صباحٍ بالماء الشعريّْ
تخفيضٌ للدفع الفوريّْ
وهدايا من سيد عزتنا
أجولةٌ من أشلاء المعترضين المَكَرة
صندوقٌ من تصريحات المؤتمِرين
وسامُ القدس الذهبيِّ
لأول شارٍ
اتصلوا تجدونا
في خدمة كلِّ العملاءْ !


(3) مطلوب للسفر

مطلوبٌ ، وعلى وجه السرعةِ :
رجلُ يعرفُ كيف يخونُ الخونة
ويبيعُ لنهر النيل الماكر ـ في حضرة كلِّ السقائين ـ الماء
وامرأةٌ تحبلُ في عشر ثوان بملايين الشعراءْ
فالوقت ضنينٌ
والموقف جد عسير
سنكفنُ بغدادَ بشعرٍ عربيّ
وسنقرأ فاتحة الأوزان جوار الكعبة
مطلوبٌ
ياكل سماسرة الأوطان ،
وياتجار التاريخِ
شيوخَ جبال القحط
أرقامُ هواتفنا
في صحف السلطان
بعُرض الصفحة
اتصلوا
سنوافيكم ـ حسب قياسات الظرف الدوليّْ ـ
بالمختارين السعداء !


(4) وظائف خالية

يعلن مكتبُ توظيفات البيت الأبيض
عن درجات شاغرةٍ تحتاجُ لبعض المَهَره
وبعقدٍ سنوي مقبول التجديد
والراتبُ بعد التأمينِ وبعد ضريبة كسب الودِّ..
يجاوزُ (مربوط الدرجة)؛
إن أثبت شاغلها إخلاصا فوريا .. فيما كلف من أعباءْ
وإليكم تفصيل الأعضاءْ:
(*) قرد يتكلم لغة عربية
(*) رجل يحسن غسل مُلاءات سرير السيد" أوباما "
(*) رجل يعزف كونشرتو التسليم ، بغرفة"كين"
(*) رقاص في هيئة حاكم
(*) صحفيون يجيدون طباعة صور ة "رامبو"
(*) وزراء وسفراء وسوقة
(*) باعة تصريحات
نأسف ـ أحباب البيت الأبيض ـ
الفرصُ المحدودة تجعلنا في حلٍّ أن نختار
عددا من أخلص وكلاء سياستنا ،
تجار الجملة !


(5) أين تذهب هذا القرن؟

في سينما العرب الدولية
فيلم "السكتة "
ونجوم الشباك العربي الزاهر
ملكُ البئرِ
أميرُ الناقلةِ
رئيسُ الوردية
فتيانُ الدعواتِ
ووحش الحكمة
فيلمُ الساعه
الساحرُ يُخرجُ من جيب المؤتمر قرارا ضوئيا
أن نسمع صوت الشرطي فنسعدْ
فالجيشُ الأمريكيُ يُجرّب تصويرَ المشهدْ
يختارُ نجوم الفيلم القادمْ
ملحوظة :
ممنوع ـ حسب قوانين اللعبة ـ النسخ أو التصوير
من دون التصريح من المنتج !





-------------------------------------------
- "إعلانات مبوبة في جريدة العرب الدولية " وهي قديمة جدا ... و امتنعت عن نشرها معظم الدوريات الثقافية حين قدمتها للنشر منذ أكثر من ١٢ عاما ... ونشرت صحيفة الوطن الكويتية المقطعين الأول والثاني منها هذا العام .....





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى