مبارك وساط - البِـئـر (كما في حُلم!)

كان بُخارٌ ونصالُ النّغم تتصاعد من البئر التي يُنْكران وُجودَها في غُرفة
الفُنْدُقِ هاته وأنا أؤكِّـدُه... عـبـثـاً يَسْعَـيـان- جاري وِلْيام الأرمنــي
والخادمة- إلى إقـنـاعي!
الخادمة بِكاميراها التي لم تعدْ تلتقطُ صُوَراً إلا لطائر يَقضي الليل في
شَعْرِها تُقدّمُ لي كأساً، أما وِليام فيتمشّى في الرّدْهة... رغْمَ شَعْرِهِ الكثيف
فإنّه يَمْشـي كأصْلع، وهذا من غريب التّصَنّع! كما أنّه سَيَمْضي إلى الدّغل
ويجمعُ أرمينيات من الأعشاش ليعيش فيها حين لا نكون نراه...
تُحَدثني الخادمة عنْ رَجُلٍ اخْتزَلَ بَيْتهُ إلى مُكَعَّب صَغير، فيما تَصْنـعُ شُموعاً
من دموع، ومن النّافذة، يَدْخُل الضّوء مكسوراً ومُرَمّماً.
ثمّ ها وليام، تتوالى على وَجْهه طَرَقاتُ المِلح، وهو يتكلّم!
عبثاً يُحاولان زَعْزَعَة يقيني! ...
يُحاولان تشكيكي، لكنّني أبْـقـى
واثِقاً كخُطْوَة تحت المطر...
فليـُقْـضَ عليّ بالبقاء في غُرْبَتي هاته
مع رائحة النّمل التي تَطنّ
حول المصباح
ولأبْقَ أسيرَ هاء الهواء
إنْ كانتْ لا توجَدُ بئر
في هذه الغُرْفة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
م, وساط

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى