كمال علي مهدي - سيجارة وتموت

سامحيني يا سيدتي
أنا ثائر كسول
يصافح أعداءه كل يوم كي ينام
وحين أزور متحفك الشمعي
أتذكر حين كنت أصنع الملامح الثلجية وأتركها
كي تذوب بين أصابعي
ثم أخبئ يدي في جيوب معطفي لتتلاشى
إنهم الأطباء يا سيدتي
حينما يرون صَبّارة فوق مقبرة قديمة
لا يهتمون بالنتوءات ولا الشواهد العارية
إنما يدسّون أعضاءهم بين الشقوق
أنتِ في قمة كبريائكِ وأنا مثل جندي الحراسة
مكلف بالدوران حولك كل يوم لأقلد الدراويش
ليت لي مبررا كافيا للتراجع عن هذه الخطيئة
فالعاشق المأجور مهدد بالانقراض
------------
البحر فضولي
فحين أغادر داليدا في الإسكندرية
وأحوّل أوراقي إلى المفتي
سوف تحاكمني القصيدة وتخجل من سوءتي الكلمات
وتجرحني الأشجار الذكية في جنات الله
-----------
أنا لا أستعيذ من الشيطان
كنا نصلي معا في رحابكِ
وكنا نسجل كل التفاصيل في مسوّدات صغيرة كي نبيعها في السوق
--------------
أوقفني ذات مرّةٍ ونحن نتسلل من المعارك- كان صادقا جدا حين أيّدني في الهروب-
قال : الأميرةكانت تشير إليك وأنت منفرط من جيدها كأنك ذئب صغير
- أين سيفك ؟ !
قلت : هأنذا
لكنني أتسلل من غمدي كي أبوح
لماذا كلما زرت متحفا أراني ؟!!
أنتَ معي كل يوم لكنك لا تطير كما يدّعون
فقط أراك تحمل حذائي حينما يغرونني بالظهور في المرسم
وتبكي حين يضربني الجلاد
وتضحك وهم ينادون عليّ في سوق النخاسة
أنتَ بليدٌ مثلي لأنك تحب الطوابير
وتهرب مثلي من امرأةٍ لتجامع كل النساء في السوق .. على الشاشات وفوق المسارح قدّام البحر وأحيانا في ............
-------------
حينما تسقط امرأة في السوق يجتمع حولها سمكٌ كثير
---------
أنا والشيطان و امرأة مثلثٌ مذعور
أنا وامرأة والشيطان ورابعنا قطنا
أما أنا فميّت بنهاية القصيدة
وأما أنتِ فميّتة منذ عشرين عام
وأما الشيطان ...............
(استدراك)
-لماذا لم يمت بعد؟!
منذ آدم إلى امرأة العزيز إلى دانتي إلى أمل دنقل إلى ميدان التحرير
(ملحوظة)
لقد اعترف بأنه لم يسجد لآدم لأنه رآه يقتل الثوار في ميدان التحرير
(وصية)
لا تقلقي يا سيدتي
فقصيدة وسيجارة يكفيان لموت شاعر رجيم




----------------------------------------------------------------
كمال علي مهدي \ الاسكندرية
الفاتح من مارس 2021


  • Like
التفاعلات: كمال علي مهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى