هند زيتوني - سيرتي الذاتية..

والدتي قروية ترعى خراف حلمها في الليل
تسقيهم لآلئ جبينها وتطعمهم سكّر أيامها
والدي مدرًب نشيط ،
يعلم الأشجار رياضة الهرولة خلسةً
كل يوم ،
وينصح العشبِ أن يرتل
صلاته قبل طلوع الفجر
أختي الوحيدة، ناسكة حزينة
تصلي من أجل الفقراء
وتطلب من الشمسُ أن تخبزَ رغيف الأمل
أولادي يؤمنون بأن كل الأديان
غيوم ثقيلة لا تُمطر أبداً
الأصدقاء المزيفون وشمٌ
يزول بعد الاستحمام
أما أنا لا أجيد الشعر ،
وإنما أحلّي به كأسٍ الحياة المرّ .
لم أكن النهر المقدس
الذي يتطهر به الناس من الإثم
ولا النقاء الممزوج بالغبش
لم أكن البحر الذي قتل عشاقه
وراود الأسماك عن غلاصمها
ربما كنت جزيرة فارهة تشكلت في مجرى الأيام
الطميّ الذي ترسب في نهرك فقط .!
أيها البعيد ...!
خذني على محمل الماء ،
سأمنحك ذهبي ومعادني
اجري أيها النهر ودعني
أتشكل بعدك كما أحب
تمهلي أيتها الأيام لأنهلَ من كأسك
مايكفي لهذا الظمأ العظيم
اقترب يا حبيبي
اقترب وخذ مني
هذه الأنهار البعيدة التي لا تروي أحداً

هند زيتوني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى