ميلود خيزار - يوما كاملا بقُرب النّـهر

1

ليس للأنهار سِوَى أن تَـفخرَ بكونـها
تَهبطُ، حافية الأقدامِ،
مَعصوبة الأعين،
من بيت النّـقاء
و سكرانةً بنشيد الأعالي.
2
لا أدري بمَ تُوسوسُ المياهُ إلى حِجارة النّـهر
و لكنّـي على يقين أنّ تقلّبَـها على ظهورها هو من شدّة الضّحك
من كونها صَمّاء".
3
عُمقُ الأنهار في هدوئها الـجليل
الأنهارُ رهبانُ مَعابد الحياة.
4
لا يُوجدُ نـهرٌ حَكيم
بقدر وجود حكمة في تأمّل سيرة كلّ نَـهر.
(هذا السُّكونُ الثرثارُ يَفيضُ عن التأويل)
5
تحت عباءته الزّرقاء
يضجُ السُّكونُ بالحياة
ليس أقلّه قفزات تلك الأسماك التي نسمّيـها عبثا: كلمات.
6
من الـمُهمّ أن تذهبَ إلى النّـهر من أجل الصّيد
و من الأهمّ أن تعود منه بفرح سمكة
أفلتتْ كلَّ هذا الوقت
من شباك الصّيد.
(هكذا أفهم أغاني الصيّادين الكبار العائدين في مراكب الفجر)
7
حين تَجلس إلى أيّ نـَهرٍ عَجوز
تَحدّثْ ككوخ يُشعلُ فـي صَمتٍ وقور
حَطبَ أفكاره الموحشة
عن العُزلة النّبيلة.
تَحدّثْ بأنفاسك التي تَصعدُ كشيبةٍ عملاقة
من مدخنة شتاءٍ أزلـيّ
يَسكنُ كلّ روحك.



ميلود خيزار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى