عامر البري - النّار والحنّاء

كأن ليس لك خبر اختلاط النار بالحنّاء
بارقة زغاريد طوفانيّة المجرى
سحابتان شرقيّتان تشكّل في صدغيهما قلق وفات.
عاش الذي عاش ومات الذي مات
الفجر رخام صديقين رجيين تسّابقا والنار
غلباها بالنبش في ذاكرة الماء
وفي جبّانة الاوهام
لهما ما يشاءان من قلق على اعتاب ابواب مخرّزة
ومآذن طيّرها الصائمون
وللغادرين
خنقة الاندهاش
تراه الذي عاش
أغنية من سماد الرؤى واليقين
يسفّ تراب الجماجم الباقيات مسبوقة في كتب المدرسة
يذرّ رمل السواحل سمكا أزرق يشتهي صائديه
اخطبوطا ملكيا لانتفاخ اصابعه
منذ انفتاح الطريقين
تحت جناحي
بيروت وبغداد ومن قبل امم بائدة
ومن بعد صور وقصور
ذا وحده خبزنا القاني مخصيّ
وبالقصر سيّدة رابني في شعرها قمر
فامتدّت تداعبه
زائر أعمى تعانقه
تهوم به في رمال المرايا
موجة فرّ عنها الشؤال
شهيق الزيارة يتلو آياته للعاشقين
ما بين سنبلة وسنبلة مثقال نار
ميثاق تكدّر في صفو تحوّله المدّ والجزر
لهيب تفّاحة مقضومة في الظلام
على حافة حفرة النمل
ينزف خاتمها المالكي ولعا باحمرار الشفق
سلّة الموز اغرورقت اطرافها بالكلام
فتخلّت ناطحات السحاب عن طولها الارعين
في عمق مركبة في المدارس
حنّطها شيبنا المتكلّس
طبشورة اهدت من زيفها كعكة للصغار
بين الصفوف وبين الفصول
سبّورة عانقت نافذة ومجاز.
جميل بثينة
خلّده الشعر في باحة الوادي
قنديلا نصف غايته شكل تنّين
وصوت العصافير الابابيل خلّده الهائمون
مطارات تنزف بالقادمين مع الممشى
اقاصي البلاد ينتظرونك كي لا تغيب مع القادمين
أنا منك لست سوى وطن ذات مخلاب وناب
ميلادك سيارة اسعاف تنعق في الشوارع
تنعى تمرّده الطيّب في الطرقات
تمثال مهيّأ لاحتمال الطلي بلون العساكر والضفادع
يبتلع حزمة سلق
لتزداد الدروب اخضرارا
تحوم به في خلو المدينة من أهلها تلجة قادمة من أعالي الجبال
تدفع نصف قامتها كي تقبّل وجنتيه
تصير غديرا خطّطت لإعتقاله اسفنجة القانطين.
باب المقام افتضّ زينته الزائر الاعمى
أغلق من دونه الناس
طليق الحواس
زغاريد مطليّة
بمواء القطط الباهتة في جلود الاضاحي المصفرّة بالنعاس
تطوف البلاد عالية القدمين والرأس والكلمات
صباح العفاريت في الممرات
ثواب محطتنا القادمة.

لهيب تفّاحة مقضومة في الظلام

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى