أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور.. هل حقاً : إنما يأسى على الحب النساء ؟!

لؤلؤ منثور

1- اللؤلؤة : هل حقاً : إنما يأسى على الحب النساء ؟!

" قابل عمر رضي الله عنه وهو خليفة قاتل أخيه زيد بن الخطاب رضي الله عنه (بحروب الردة) بعد أن أسلم، أبو مريم السلولي .

فقال له: أأنت قاتل زيد بن الخطاب؟
فقال أبو مريم: نعم يا أمير المؤمنين.
فقال عمر: والله لا أحبك أبدًا، حتى تحب الأرض الدم المسفوح.
فقال أبو مريم: أو تمنعني بذلك حقا لي.
فقال عمر: لا.
فقال أبو مريم: إذًا لا ضير يا أمير المؤمنين ، إنما يأسى على الحب النساء " .
2- المحــارة :
- طرفا هذا الحوار: أمير المؤمنين عمر، وقاتل أخيه في حروب الردة (أبو مريم السلولي) .
- يمكن الدخول إلى قراءة هذا النص من جانبين: الأول : هذه الحرية والصراحة التي اتسم بها رد فعل عمر عندما شاهد قاتل أخيه، فعبر عن كراهيته لرؤيته ، ورد فعل هذا القاتل (المباشر والحصيف) على أمير المؤمنين في موقف توزيع العطايا. وبالتدقيق في هذا الجانب تبدو الحرية، والشجاعة الأدبية ، وقوة الإيمان بالعدل، في أبهى مظاهرها .
- قد يصعب أن نعرض هذا المشهد (بالمقابل) في شبيه عصري؛ إذ سيقتحم بنا مساحة المُحال ، ليس لأن (الحاشية ، وكلاب الصيد حول الحاكم الأكبر) سيمنعان ويهددان السلولي من مجرد الاقتراب ، من ثم فالمشهد – من منظور عصري – يدخل دائرة المستحيل ، وعلى افتراض حدوثه ، فإن السلولي لا يجرؤ على أن يخاطب (رئيس الدولة) بما يهون من معنى ألمه .
- أما الجانب الآخر ، الذي ندخل منه إلى هذا النص ، فينحصر في الجملة الختامية [ إنما يأسى على الحب النساء ] فهل هذا حقيقي ؟ هل النساء هي وحدها مختصة بشئون الحب والحزن على فقدانه ؟ إذا كان ذلك كذلك ، وصدقت هذه العبارة فإن العشاق العذريين ، وشهداء الغرام عندنا ، وروميو وجولييت عندهم مجرد وهم ، أو أخبار مصنوعة .
- الحب علاقة إنسانية تنبع من توافقات وحالات من الشعور بالتكامل ، والاعتبار ، وتحقق الوجود ، والإيمان بالغد وباستحقاق الحياة أن تعاش .
- لا يمكن أن تكون هذه الجوانب نسوية خالصة ، تأسى عليها النساء دون الرجال!!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب :" الكامل في اللغة والأدب " لمحمد بن يزيد المبرد – تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم - الجزء الثاني – الناشر : دار الفكر العربي – القاهرة – 1997 .

أ. د. محمد حسن عبدالله


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى