عامر البري - المدينة القاصرة

أراها المدينة القاصرة
في حضن أوّل الفاتحين
أراه يستند لعصا واقفة
يُحوّلها واحدة من عظام مباركة
أراه
حين تقوم ـ يقوم منتصبا
كغريب
يدخل للمرّة الألف
مدينة تائبة
حيث يلوح له الوجه
مغبرّة جهاته الاربعة
يتفرّس في مخيّلة العابرين
يبحث عن جمل بلا عروة
ينزوي بين الشعاب
عاريا وأمينا.
المدينة التي تعرّت بالأمس
بعد شراب
دام ليلة كاملة
القباب المعقوفة
كساها المرجان.
طواحين الريح
كانت منذ زمن ليس بالبعيد
تكتب أغانيها للغيمات السارحة
مع بقرات لم تحلم يوما
باجتياز ذلك السور الحديدي
الملتصق
بإحكام بالأرض.
المدينة التي تعرّت بالأمس
كاملة
إلاّ من خيوط الضوء
إلتصقت سريعا بذاك البحر
ذاك الشهم
السّاتر للأعراض
مخزن الرغبات المكبوتة.
يختزل ساحات الرمل
حتى تصير بقع الدم مراياـ...
بلّورات تشقّ شعاع الشمس
الغارقون والمُغرقون
هم فئة لا تروم المكوث طويلا
بنفس المكان
الذي انشقّ عن سفن لا تُعدّ مفخرة
غير أنّ الذي كنت أمسكه
بيديّ
شيء من المسكرات الحلال.
هو الحلم
طاف بالعابرين القلائل
زمن الصحو
فأنزوت بين الوهاد
غيمة
لم تتجاوز سنتها العاشرة
تشتكي وجع الوضع
تختار المدينة العارية
أجمل مدن الكون.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى