د. مرام دريد النسر - خذني إليك..

خذني إليك
فقد تعبت من الرحيل إلى سواك..
خذني إليك
أنا الذنوب جميعها وأنا العصافير التي مذ هاجرت أغصانها ترجو سناك..
ما من طريق قد سلكت لأهتدي
إلا وساق لي الهلاك
ما من حروف كي تقال و لا هواء سوف أرجو إن تأبطني هواك..
تاهت بي الدنيا وتهتُ عن الصراط
هل سوف تقبل توبتي
وتعيد ثوب طفولتي
و تحط مثل الأمنيات على ذراع صبية شاءت لها الأقدار أن تُنسى هناك..
يا رب كم تقسو الظروف و نشتهي
ألا نمر بمثلها تلك الظروف..
يا رب كم نذوي لنشعل شمعة
و نفر من ليل يحاصرنا و تصحبه الطيوف..
نمضي بلا جهة ونأمل أن نعيش
في بلدة تعطي إلى سكانها عسلا وريش..
نصحو لندرك كم علينا أن نموت لكي نعيش
و نمد للأعلى يدينا كل يوم..
خذني إليك
فقد تعبت من التقاط الذكريات
و من فوات الأمنيات
ومن مطاردة الحروف..
لا وقت عندي كي أفكر بالظروف
و كل مافي جعبتي طفل صغير
طفل يحاول أن يطير
وأنا أعلمه التفاؤل و الوقوف..
يا رب
أنت المستعان فلا تغب
عني و عن طفلي الشغوف..
خذني إليك
متى استطاع السير واعتاد الصعاب
أنا لا أريد من السماء
سوى القليل من الرغاب
طفلي وأمي ثم أمي ثم أمي ثم أن ألقاك ربي أو أخلد في العذاب..
لا حاجة للمرء بعد الموت إلا للجواب..
فافتح إلى روحي التي ترجوك أبواب الجواب

مرام دريد النسر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى