نوادر إبراهيم عبدالله - سطوع السناج

ذَهَبَ ليُحضر القهوة
جاءني بنكهة شهية
وكأس شفاف
يتفحصني من وراء بخاره

الترنح في حضرته معركة
التلعثم في كنفه فصاحة مغايرة
رائحة دخانه تنذر بالرغبة
وفحوى أعينه حديث سليل

أترفع عن خططي وبعثراتي
أتوق إلى الليل وأسرِهِ
ألواني تنتزعني عن أرضها
أتوانى في شوقي وأتيتمْ
فتخرسني ذراع القصيدة

َقلبي مجرة سوداء
ترسل الشُهب الخُدَّج
تجهض نيازك الخفقان
وتهمسني سنواتها الخبيثة

أتطلع إلى نطفتي الأولى
أُرقع ثقوب ذاكرتي
لأعود ألى أرحامي
مجهولة النبوءة والمصير
تلفظني عيون السماء
إلى عوالمي البدائية

القشة التي أخذت البطولة
ستنقذ الألاف التائهة
من الكائنات والحروف
وتغرقني وحدي
لثقلها وكبريائي
لكونها قشة
وأنا عاصفة
أنجبها المحيط

المحيط قصة
بترها التصنع
وترهلتْ مللًا
بتُ أكتب وأكتب
دون جدوى
تصارعني الألسنة
وتدفعني
إلى حيث الأبيض والأسود
برقعةِ شطرنج
كلما فقدتْ ملكًا
تحولت إلى الرمادي
وأطبقت خيباتها
على رأسي

سنابك الأرض تعرفها البوصلة
وتحدها الخرائط
وأقراطي ما زالت تجوب فراغ الحائط
تتلصص على فيض الأسرار
تكشفني على الكُرة الحائرة
تمزق جلباب همسي
ثم ترمي نُسالة القز عليَّ
أنام قريرة الروح
تتهافت الرحمة على جلادتي
تنبذني المرآة مرارًا
علَّ بشاعتي تنير
وجمال وحدتي يعتم العدسة
يضرني سطوع السناج
وأحبو إلى نطفتي تلك
أبحث عن النجاة
مرة تلو الأخرى


# نوادر إبراهيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى