محمود احمد علي - مراسم دفن تيتو.. قصة قصيرة

بعد أن قضى شهراً داخل أحد المستشفيات الخاصة بأمريكا للعلاج من مرضه الذى هاجمه فجأة، وكانت تكلفة اليوم الواحد ما يقارب الأربعة آلاف جنيه، عاد فى صندوق خشبى إلى أرض الوطن الكلب «تيتو».. ولشدة ارتباط صاحبه «....» به قرر أن يودعه وداعاً يليق به ويدفنه فى مقابر مدينة أكتوبر.
ترفع عينيك من فوق الجريدة القومية التى وضعتها جانباً، بعد أن انتهيت من قراءة ما أسفل العنوان.
رحت تفكر فيما هو منشور من كلمات.
عدت تحدق فى تلك الصور التى صاحبت جنازة الكلب «تيتو»، أعداد هائلة من البشر أصرت على توديع «تيتو» إلى مثواه الأخير..
صعقت مرتين.. مرة عندما انتهيت من قراءة هذا الخبر، وصعقت أكثر وأنت ترى هذه الصور التى تم تصويرها فى جنازة «تيتو».
رنين تليفونك المحمول يخرجك بقوة من تفكيرك.. تفكيرك الذى لم يتوقف لحظة واحدة فى تكلفة مرض «تيتو» وجنازته التى لم ترَ مثيلاً لها مع بنى البشر..
«انت فين..؟!»
يقولها زميلك «محمود» المهموم مثلك بأحوال الوطن.
«أنا فى البيت».
«بتعمل إيه..؟!»،
«أنا مع تيتو.. قصدى مشغول بقراءة الجورنال»..
«سيبك من قراءة الجورنال دلوقتى، وافتح التليفزيون على قناة (....) وشوف جنازة الدكتورة البطلة الشهيدة ضحية كورونا، اللى أهل البلد رافضين يدفنوها، قال إيه خايفين على نفسهم من كورونا».
وما إن انتهيت من المكالمة التليفونية، حتى أسرعت بفتح التلفاز، ووجدت نفسك تضحك وتضحك، وأنت توزع نظراتك ما بين صور جنازة الكلب «تيتو» ودفن الطبيبة شهيدة فيروس كورونا.

محمود أحمد علي


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى