منصور جغيمان - سامحيني لأني أحبكِ

سامحيني لأني أحبكِ
لأنكِ ابنة الضجيج و الأبواق و الزحام
و الأشياء التي تبدأ بضغطة زر
و تنتهي بضغطة زر
و لأنني بدويٌّ
لا أستطيع أن أحبكِ بهذه الطريقة
لذا سامحيني لأني أحبكِ
لأنكِ تنتمين لمجتمعٍ منفتح
و ثقافةٍ تتقبل فكرة الخروج مع الآخرين
و الحديث مع الآخرين و الضحك مع الآخرين
و لأنني بدويٌّ
لا أستطيع أن أحبكِ بهذه الطريقة
لذا سامحيني لأني أحبكِ
كلما حاولت
أن أحبكِ على طريقتي..أكرهكِ
و كلما حاولت أن أحبكِ على طريقتكِ..أكرهني
لذا سامحيني لأني أحبكِ وحدكِ و أكرهنا معا
حصلت على صفرٍ كبيرٍ
يوم جمعتُ شفتكِ إلى شفتي
فكانت النتيجة شفةً واحدة
بفعل الاشتهاء و الذوبان و الخيال الكبير
كيف تطلبين من بدويٍّ
فشل في معرفة حاصل جمع شفتين
أن يفك هذه اللوغاريتمات التي في عينيك
كيف تطلبين من فتى الكلأ و الرمل و الرمضاء
أن يخاطبكِ بلغة الشوكة و السكين و الريموت كونترول
أشبك يديَّ خلف ظهري و أغمض عينيّ و أمشي
هكذا بلا هدف..الأسئلة واسعة كالصحراء
و الإجابة أضيق من قبضة اليد
لو كان الأمر بيدي لاخترت أن أتجمد في مكاني
أن أصير عوسجة مثلا
لا ظل لي فلا يزعجني مقيل عابري سبيل
و لا ثمار لي فلا يتدخل في شئون حياتي
جوعى و رعاةٌ و فضوليون
رأس مالي شوكٌ و أغصانٌ يابسة
و الشوك عراب رغبة العوسج فى أن يظل وحيدا
عندما تمتلئ الطريق بالفخاخ
لا يهم أين تضع قدمك..هكذا قال لي تعيس
لا يوجد فرق بين أن تتقدم أو تتراجع
كلاهما مؤداه انفجارٌ كبير
الذكي هو الذي يلملم أشلاءه
قبل أن يحدث الانفجار و يدفن نفسه بنفسه
لينبت يوما شجرة عوسج لا ظل لها و لا ثمار
لينبت شجرة عوسج لا يتدخل في شئونها
جوعى و رعاة ٌ و فضوليون

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى