منصور جغيمان - إلى "القديس محمود الباجوري"

للعين دينها الخاص
لا يهمها على أي دينٍ كان صاحبها
أنا شخصياً لي صديق يحب فتاة
ذات قلب مُحمدي و عينين مسيحيتين
يقول لي : هكذا أمارس اليوغا
مُثبتاً على هذا الصليب فى زاوية عينها اليسرى
لقد ورطني نسيانك فى أشياء كثيرة
فى مفكرتك الصغيرة مثلاً
التي تنساها كعادتك
كلما زاد تعاطفك مع هذا العالم وبكيت
فى الصفحة الأولى قرأتُ:
"وقصاصة الورق
التى انتُزعت من الإنجيل لي"
فبكيتُ مثلك دون أن أنسى مفكرتي الصغيرة .. ههه ..
قرأت أيضاً على هامشٍ جانبي :
أكره الالتصاق لكننى فاشل فى خلق المسافات
وسط كل هذا الحر والخناق، أنتِ مروحتي
صدرى مستعمرة مهجورة، أين كنتِ عندما احتلنى الآخرون؟
ما عساها تفعل جداولكِ الآن فى هذا الزيتون الميت ؟!!
كلما مررت بجانبك، أقول: ستسألني كم الساعة الآن؟
- وفق توقيت عينيكِ، وهمٌ ونصف
هذا هو دورنا فقط فى هذا السيناريو:
الأنثى مع غير الشاعر
كتابٌ مُقدس بين يدى ملحد
من أحب مريم فقد أحب خديجة
هكذا قال لي ضابطٌ مرابطٌ على حدود ديانتين
فى صفحةٍ أخرى - يبدو أنك كنت تجرب القلم الرصاص -
" ما كل ما يتمنى المرء يدركه"
ثم سبةٌ سوقيةٌ للمتنبي
أعرف أنك لا تحب شعر الحكمة
لكن ما ذنب الرجل لو لم تجد فى كلامه ضالتك ؟!
هى لا تحب الشعر لذاته، بل لأنك أنت من تكتبه
وأقف على عتبة عينيكِ مشدوهاً
كيف حبستِ كل هذه الآلهة بين رمشين ؟!
ما زلت أقرأ
أريد أن أجرب معها شيئاً غير تقليدي
كأن أرقص معها رقصةً صوفيةً مثلاً
أو أن نقفز سوياً من نافذة قطارٍ سريع
أو أن أمسك يدها وسط انهيار ثلجي على جبلٍ بعيد
أى شئ غير تقليدي يُخلص شعرها من مثاليته
ويجعله غجرياً مِلكاً للريح و الغابات والنمور الأسيوية
فى طريقي إليكِ، أعد خطاي
وأخطئ فى العد حتى تطول الطريق..
ثم ما بدا أنه بين المكتوب و الممحو
لقد تطورنا كثيراً..بالأمس مثلاً
شتمتني امرأةٌ شرقية
قالت لي : fuck you
لا يزعج الشاعر
ان يغلق بابٌ في وجهه يا حبيبتي
ما يزعج الشاعر حقا صوت الارتطام
ارتطام الخشب بقلبه الهش
أتوقف عن القراءة لأحزن قليلاً
خذ مفكرتك يا صديقي . . هكذا عودت نفسي
أن أتخفف من كل شئ إذا ما حزنت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى