السعيد عبدالغني أحمد - أنكرني من نبت خارج حسي وحدسي وبُعدِي وساءلني أن أدرِكه

أنكرني من وَلّى عليّ حجابه
وحرق ثمالة العيان أمامي
أنكرني من غمّض نفسه ومضى
وعذبني بالتاويل
من حاز الشمول بالملكية لا الصداقة
أنكرني من أزّل نفسه مطلقا وقيدني
أنكرني من ورثت تيهه وسديمه
أنكرني بوحدته
وضيّعني في البحث عنه
أنكرني من قاد صحابته من شخوصي لنفيه بنقاء
إلا شخصي الكفيل بالورود في الخمارات
أنكرني من مرّ على قلبي
ولم يُوشم جنسه فيه
أنكرني من جرّ كليّ خلفه
واستباح فكري وهاجسي عنه
أنكرني من أغلق أبوابه أمامي في كل الفجور الملونة
ونصر صمته على أغانيّ
أنكرني من أوجدني ولم يوجدني قربه
ومن زالني ولم يزلني فيه
أنكرني من سكرت فيه
وأنشى بعضي وكليّ وغاب بعدها في غيبه
أنكرني من شوّفني له
واختفى خارج كوسموسي
أنكرني من نبت خارج حسي وحدسي وبُعدِي
وساءلني أن أدرِكه
أنكرني من حواني
لأنه سرّ شغافي رغم رجسها
أنكرني من قبل الكأس وبعده
ركّز نوتاته في أذني ولم أسمعه
أنكرني من اغترفت خضاره وخرابه وآيله
ولم يسكنني سوى في عدمه
أنكرني من لم أبدأ في بدءه
ولم أنتهي في لانهايته
أنكرني ما حبلت به في شعري دوما
وهجاني بالغواية في دلالاته
أنكرني من ساد الكنه وسوّده عليّ
رغم طلاقة نوره.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى