كمال علي مهدي - مازلت أتوعدكم بالحضور

حينما هَرّب جدي بقايا حبليَ السّري مع طالع النخل
لم يكن يعرف أن حيّة زرقاء كانت تكمن في انتظارها بين الجريد
والحيّة لم تكن تعرف أن غرابا كان يراقبها في الصعود
هكذا أخبرت جدتي
أن الغراب الذي طار حتى تلاشى قد توعدهم بالحضور

***

هذا الشارع مظلم
وقلبي مضيئ
فلماذا تركتم أخذيتكم أيها المصلون فوق أعتابه ؟

***

فكرت أن أتورط في مكانين مختلفين في زمن واحد
لذلك قررت أن أرهن أنفي عند بستاني
وقلبي عند يتيمين في المدينة نعم في لحظة واحدة
تذكرت .....
يمكنني أن أتخلل فراغات عدة
أملك أزمنة متنافرة وغوايات سعيدةوبلادا ضائعة
لدي أمطار مجمدة وشرايين بيضاء
قدماي تسيران في اتجاهين مختلفين بينما أنا عالق في ندوة شعرية
يا أصدقائي :
أنا أكتب قصيدتي بسكين مالحة
وأفوض أمري إليها
أغري بها القطط المشردة أمام العمارات الفارهة في الحي الراقي
وأترك أصابعي كإشارات خضراءفوق السطور
ثم أندم
حين أتساقط كقطرات العرق من ضمائر الموتى
وهم يتسابقون في تجميع ملامحي بين مكعبات الباذل

***

جرّبت تقليد التوائم الصغيرة في قريتي
فصنعت من قصيدتي قطتين
حينما تسللتا في الظلام وراحتا تنصتان باهتمام إلى خطوات الموتى
وتتبعان عورات النساء
حبستهما امرأة بالمدينة


--------------------------------
-------------- كمال علي مهدي \ الاسكندرية
12 من مايو 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى