حمزة باشر - وجهي الذي يتكاثر

أمام المرآة، مباشرة على الهواء
أتحدث عن تلك المسافة
خالية المعنى، حين تفصل
بين وجهي الذي ارتديه
وذاك الذي يخاطبني،
يجسد كل شيء، قابل للتصور
تلك الشفاه النهمة، عيوني الغرقى
رمشي الذي يتعجب! حيرتي،
وتكاثري ببطء...

غير أن ذاك الوجه، يطل
من خلفي، ليبحث في ذاك الفضاء
كراسي تضج بالصمت، فتاة تذهب
صور تفترش الجدار،
فتاة تجيء،
تضحك، تلك المرايا الكاذبة
وهي توثق المشهد، توثق
في صمت مباغت، يسرق البهجة
يغتال الوقت، يتردد ذاك المكان،
من حيرتي التي
تنموا ببطء...

أتأمل،
في بحثي عن ذاك المجهول
شبحي الآخر،
صورتي التي تشبهني،
ظلي الآخر، سمهّ ما شئت
حيوان مشاكس، قرد يقلّد الظل
بقايا "توماي"، مدفونا بجانب صخرة
على مقربة قبر، في ضاحية الجنوب
ترحل "تابينو"
يصفها الناس، في حديث بائت
كانت من مملكة "انبانق بيدايا"
كانت تفترش الأرض، كانت...
في مثل ذاك الوقت،
أصغي لصمتي الذي يطوقني
وأنسى وجهي الذي يتكاثر

صباح الاخضرار والمحبة...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى